-->
ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض - ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -
random

آخر المواضيع

random
random
جاري التحميل ...

محطات في حياة المجاهد الراحل بوعلام باقي الجزء الاول

 

محطات في حياة المجاهد الراحل بوعلام باقي (1922-2017) *

أ.د.شكيب أرسلان باقي- نجل المجاهد بوعلام باقي-

ــ 

*هذا النص مستوحى إلى حد كبير من مذكرات الراحل

السلف الصالح و المنشأ

ولد بوعلام باقي بمدينة البيض بالجنوب الغربي للوطن في ليلة النصف من رمضان سنة 1922م ونشأ في أسرة متواضعة لكنها كريمة المحتد، شريفة المنبت، إذ كان من بين أجداده الولي الصالح والعالم المجتهد والمجاهد في سبيل الله، قدوة بجدهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه. فاختار الجد الأول، سيدي معمر بن سليمان بن عالية (1332م- 1420م)، العبادة والدعوة في ربوع الجنوب الجزائري الغربي على رغد العيش في تلمسان حيث حل قادما من المشرق. أما حفيده، سيدي سليمان بن أبي سماحة (1461م-1539م) المكنى بأبي داود، كان دارسا في الأندلس ثم مجاهدا ضد الأسبان، وما خرج منها إلا بعد أن سقطت غرناطة في أيديهم. وترك فاس ثم تلمسان حيث كان مدرسا، وفضل العودة إلى مسقط رأسه ومحيط أسرته، فقام فيه بنشر العلم وتكفل فيه بالأيتام الذين فتك بآبائهم الطاعون بقرية الشلالة الظهرانية، الواقعة بين مدينتي البيض و العين الصفراء  على بعد مائة وأربعين كيلومترا عن البيض. وأصبح له صيت يذكر شرقا وغربا، يقصد مدرسته العلماء والراغبون في العلم وينتفع بكرامته القريب والبعيد. وخلفه في ذلك ابنه سيدي محمد بن سليمان (1489م-1568م) وحفيده عبد القادر بن محمد المكنى بسيدي الشيخ (1533م-1616م ) الذي حصل على مرتبة غبطه عليها الكثير في الجزائر والمغرب تاركا قصيدته الصوفية المسماة بالياقوتة.

وتوالت من ذريتهم الأجيال لا يفضل بعضهم الآخر إلا بما رزقه الله من صلاح، إلى أن قام الأمير عبد القادر بن محي الدين في وجه الفرنسيين المحتلين رافعا لواء الجهاد، فانضم أحد الأجداد إلى جيشه وهو سيدي قدور بن عبد الباقي، من مواليد سنة 1798م بالشلالة الظهرانية، وأصبح من بين خلفائه على المنطقة الغربية من الصحراء ثم على منطقة الأغواط وبسكرة (1838)، إلى أن نال درجة الاستشهاد في 22 سبتمبر 1843. وقام بعده أبناء عمومته من أولاد سيدي الشيخ بثورتهم العارمة المشهورة التي توجها أحسن تتويج سيدي بوعمامة (1833-1908). وإن كان بوعلام باقي يفخر بشيء في حياته فبهذا الذي خص الله به أسرته على مر القرون و تعاقب الأجيال، فقد خدمت الدين مخلصة و جاهدت في سبيل الله متفانية، وتركت للأبناء والأحفاد تاريخا مجيدا. 

من المدرسة البلدية إلى الثعالبية

لما بلغ سن الدخول إلى الكتاب كان من بين الواردين عليه، فحفظ القرءان الكريم. ثم دخل المدرسة التابعة للبلدية  (école communale) حين بلغ السادسة من عمره إلى ما نال منها ما أهله للدخول إلى المدرسة الرسمية بتلمسان سنة 1937، وكان الدخول إليها بعد النجاح في المسابقة، فكان من الناجحين، وقضى بها الأربع سنوات متربعا على المرتبة الأولى، مما جعله ينجح في الامتحان النهائي. وكانت الحياة حافلة بالأحداث، خاصة وأنها جاءت بعد تأسيس حزب الشعب الجزائري من قبل مصالي الحاج، وهو من مواليد تلمسان، فاحتضن بعض الشباب فكرته وصاروا يروجون لها، كما جاءت بعد إنشاء مدرسة دار الحديث التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كان يشرف عليها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، نائب رئيس الجمعية.

وطبعا فإن طلبة المدرسة الرسمية كانوا منسجمين تمام الانسجام مع المجتمع التلمساني، يعيشون أحداثه و يحيون حياته، فكان منهم المناضل في صفوف حزب الشعب و كان منهم المشارك في نشاط مدرسة دار الحديث. و لقد تعرضت المدرسة إلى عدة هزات أثناء الأربع سنوات التي قضاها بها و ذلك بسبب الإضرابات التي كان يوحي بها المنتمون إلى الحزب أو إلى الجمعية كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا. فكان الطلبة يشعرون بنوع من الاعتزاز أمام تلك المواقف التي كانت تبرز شخصيتهم وتبرهن عن وطنيتهم. 

وقد وقع له، في العطلة الربيعية لسنة 1939، وعمره يناهز سبعة عشر عاما، وهو بمسقط رئسه بين الأهل بمدينة البيض التي كانت تخضع للحكم العسكري كغيرها من مدن الجنوب، فمر أحد الحكام بالشارع فلم يسلم عليه السلام العسكري الذي كان لزاما على السكان أن يؤدوه للحاكم حين يمر بقربهم، فلما سأله لماذا لم يسلم قال "أنا مدني و لست عسكريا كي أسلم"، فقال "إذن ستعرف من أنا"، وضعه في السجن لمدة يومين، فكان لا يخرج منه إلا نهارا للعمل في البستان العمومي تحت أعين أقربائه والملأ من الناس. وهكذا عرف بوعلام السجن لأول مرة، فضاق صدره خنقا وحزن لذلك والداه. وعاد إلى تلمسان بعد قضاء أيام العطلة حاملا حقده معه على الحكم الجائر الذي فرض نفسه على البلاد يقهر العباد ويعيث في الأرض الفساد. 

 ثم جاءت الحرب العالمية فكانت ظروف العيش بالمدرسة تعيسة جدا لاسيما وأن النظام الداخلي بها كان لا يشمل إلا السكن في غرف تتسع لثلاثة أو أربعة طلبة، أما الأكل فكان عند أحد الطباخين بالمدينة وكانت ندرة المواد الغذائية مبررا لما كان يقدمه إلى الطلبة الذين كانوا يتحملون رداءة النوعية بسبب الجوع الرهيب الذي يعانون به. مع ذلك كانوا يقضون الأيام في جو شبه عائلي يعلقون على الأحداث مبتهجين بما لحق القوات الفرنسية العاتية من انكسار. وكانت الأيام التي تكبد فيها الجيش الفرنسي أمام الجيش الألماني محل سخرية بعثت في نفوسهم اليقين بأن الغول الذي كان يرعب الجزائريين كان من خشب وأنه لا يستحيل عليهم إذا عقدوا العزم في يوم من الأيام أن يقهروه، وهكذا نفذت الروح الوطنية إلى قلوب الكثير من الطلبة.

وفي شهر جوان 1941 أنهى دراسته بمدرسة تلمسان بعد نجاحه متحصلا على المرتبة الثانية في مسابقة نهاية السنة الدراسية، وكان النظام يقتضي أن يتنافس المتخرجون من المدارس الرسمية الثلاث الموجودة بالجزائر وتلمسان وقسنطينة من أجل الدخول إلى القسم العالي المفتوح بالمدرسة الثعالبية بالجزائر، وقد سمي فيما بعد "معهد الدراسات العليا الإسلامية".

وهكذا انتقل من مدرسة تلمسان إلى المدرسة الثعالبية بالجزائر حيث قضى دراسته العليا وبما أن هياكل الاستقبال بالمدرسة الثعالبية كانت محدودة كان طلبة القسم العالي يلجئون إلى السكن بفنادق جد متواضعة، غير أنهم اضطروا إلى السكن بداخلية المدرسة بسبب العمليات الحربية التي تعرضت لها العاصمة إثر غزو الجيش الأمريكي ومن كان حليفا له للمدينة. وقد أفرغت المدرسة من الطلبة لوجودها بجوار أحد المقرات العسكرية ولم يبق بداخليتها إلا من كان يسكن ذووه في الجنوب حيث المواصلات صعبة. وشيئا فشيئا عاد الهدوء إلى المدينة فعرفت نشاطا سياسيا ملحوظا تقوم به أطراف مختلفة. فالفرنسيون كانوا منقسمين إلى تيارين يتنازعان على السلطة، أحدهما تابع للجنرال دي غول (De Gaulle) والثاني تابع للجنرال جيرو (Giraud). أما السكان الأهالي فقد وحدوا صفوفهم وجمعوا كلمتهم حول بيان ضمنوه مطالبهم الشرعية سلموه إلى القيادات المختلفة التي أصبحت على رأس البلاد، وهكذا تأسست جمعية أحباب البيان والحرية من مناضلي حزب الشعب الجزائري وأتباع فرحات عباس وجمعية العلماء المسامين الجزائريين، وعم نشاطها البلاد كلها وطبعا فقد شمل هذا النشاط طلبة المدرسة الثعالبية. فكان الطالب بوعلام باقي من بين المنخرطين في الجمعية مستلهما بمبادئها الإصلاحية، عاملا في صفوفها طول المدة التي قضاها بالمدرسة. و في أواخر جوان 1943 غادر العاصمة متوجها إلى البيض بعد نجاحه في الامتحان النهائي. وبعد يوم كامل قضاه بالقطار و هو في منتهى السعادة، قلقا ليزف الخبر إلى الوالدين، وصل إلى محطة بوقطب التي تبعد عن البيض بمائة كيلومتر، فركب الحافلة العمومية مع القاصدين البيض مثله، فاقترب منه أحد الأقارب الذي كان بينهم وقال له "عظم الله أجرك في الوالدة رحمها الله"، ولما سأله متى كانت وفاتها قال له قبل يومين،  فشاء القدر أن تزهق روح والدته حين كانت نفسه تهتز فرحا ونشوة بالنجاح الذي توج مساره الدراسي، فتغير فرحه إلى حزن عميق ونسي كل ما كان يشعر به من بهجة وسرور إذ كانت أمه أعز عنده من كل مخلوق، ولم يكن يتوقع أن تغيب عنه في ظرف تمت فيه الفرحة بالنجاح، فلا تقاسمه تلك الفرحة و كان يود أن تكون أسعد الناس بنجاحه. وهكذا بقي أياما بلياليها لا يجد طعما في الحياة. 

الهجرة إلى المغرب الأقصى

ترك البيض بعد أشهر قليلة متوجها إلى المغرب الأقصى و متخليا عن المنصب الذي عُيّن به في مدينة المحمدية. وبما أن المغرب الأقصى كان في حاجة إلى إطارات في التعليم والترجمة وكانت معه شهادة نجاح في الدراسات العليا، قدم ملفا للتعليم بفاس وآخر للترجمة بالرباط. فقبل ملفه الخاص بالترجمة وعُيّن بالمراقبة المدنية بالقنيطرة التي تبعد عن الرباط بنحو ثلاثين كيلومتر. وبعد فترة قليلة، قرر ترك منصبه مفضلا أن يعود إلى التعليم بسبب ما رآه وهو ترجمان من الظلم المسلط على المواطنين المغاربة والقهر الذي كانوا يتحملونه حتى من الذين كان من واجبهم أن يحموهم ويحفظوا لهم كرامتهم. وفي سبتمبر 1944 عُيّن معلما للغتين العربية والفرنسية بمدرسة واد زم جنوب شرق الدار البيضاء على بعد نحو 155 كم. في أفريل 1945 أصيب بحمى التيفويد وبقي بمستشفى الدار البيضاء بين الحياة والموت ما يزيد على الأسبوعين. وما أن مرت أيام من فترة النقاهة حتى ترددت الأخبار عن نهاية الحرب العالمية والحوادث الأليمة التي كانت عدة مدن بالجزائر مسرحا لها وحالته الصحية متردية جدا حيث صار رهين الفراش غير قادر على المشي إلا بمشقة وبخطى جد محدودة. وفي تلك الظروف الأليمة قرر أن يجعل حدا لغربته ويعود إلى وطنه فيشاطر قومه محنتهم ويشاركهم نضالهم مثلما كان يفعل قبل ذهابه إلى المغرب.

العودة إلى البيض والنضال في صفوف حزب الشعب الجزائري 

تشكيل النواة الأولى لحزب الشعب الجزائري وبعث الكشافة الإسلامية

وصل إلى البيض في مستهل شهر أكتوبر 1945. وفي شهر نوفمبر 1945 جاء إلى البيض القيادي في حزب الشعب، محمد يوسفي، متنكرا في زي بدوي قاصدا السوق، نزل ضيفا على المناضل عبد السلام مناد وأخبر بوعلام باقي بأنه اختير لوضع النواة الأولى لحزب الشعب الجزائري بمدينة البيض. وبالفعل تم تشكيل الخلية على فرعين أحدهما للكبار يتولاه بنفسه والآخر للشبان يتولاه مناد وحسني. كما كلف بوعلام باقي ببعث الكشافة الإسلامية وتأسيس أول فرع لها وهو فوج بودرقة الذي أصبح الأستاذ الشيخ بوعمران محافظا محليا وبوعلام باقي مرشدا له ومحمد بن عبد القادر حميتو رئيسا للجنة. ثم انضم إليهم قادة راشدي كقائد لقسم الجوالة الذي كان معظمهم من مناضلي الحزب الذين شجعهم بوعلام على الانخراط في الفرع الكشفي فتم لهم ذلك بحكم وجوده مرشدا حتى أصبح قسم الجوالة يعد الكثير منهم أمثال حسني و محمد بن الحاج أحمد حميتو وأحمد تبون وأحمد بالطاهر ومحمد بن محال والماحي حجيج وقادة بومدين...وكان بوعلام باقي يحرص في الدروس التكوينية التي كان يقدمها للكشافة على غرس الروح الوطنية في النفوس. لم تمر سنة على الفرع حتى استطاع أن يوفد البعض من عناصره للمشاركة في المخيم الوطني الذي أقيم بتلمسان والمشاركة في المخيم الكشفي العالمي الذي أقيم بفرنسا. وهكذا أصبحت مدينة البيض تشع بنشاطها على المدن و القرى المجاورة لها. و الحقيقة أن هذا النشاط الكشفي كان يندرج في مخطط أوسع وضع في اجتماع للخلية القيادية للحزب. و لما ظهر أن وجوده قد يضر بالفوج الكشفي، ابتعد عنه حفاظا عليه لاسيما وأن ما آلت إليه الأحداث قد كشف للناس حقيقة انتمائه السياسي وجعل السلطة العسكرية تسخر أعوانها وعيونها لمعرفة الكثير من تحركاته وما يقوم به من نشاط وقد أصبح ذلك النشاط علنيا بعد تأسيس حركة الانتصار للحريات الديمقراطية (MTLD). فابتعد عنه على شرط أن يبقى الفوج ينتهج نفس الطريق وأن لا يبعد أحد من عناصره الجوالة حيث كان يرى وجودهم في الفوج الكشفي امتدادا لوجودهم بالخلايا السرية للحزب، وخلفه في الإرشاد الكشفي أخوه الجيلالي وكان مناضلا في الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA) أي من أتباع فرحات عباس.

تكليف بوعلام باقي بمراقبة وتنسيق فروع الحزب بالجنوب الغربي 

لم تنقطع صلته بالفوج الكشفي بل بقي يتابع نشاطه من خارجه و بقيت علاقته بمسيريه كما كانت من قبل وساعدته هذه الحالة على القيام بنشاطه السياسي غير مقيد بأي ارتباط قد يحد منه سواء في السرية أو في العلن لاسيما بعد أن أصبح مكلفا بمراقبة وتنسيق فروع حزب الشعب بالجنوب الغربي. وكانت المناطق في ذلك الوقت سبعة يمثلها حمو بوتليليس عن وهران وبن بلة عن مغنية وبن عمار عن تلمسان والزاوش عن تيموشنت ومادون عن معسكر وبالأحول عن مستغانم و بوعلام باقي عن الجنوب الغربي وكان يشرف علي الغرب الجزائري عضو من القيادة العليا للحزب المعروف باسم السي جبار واسمه الحقيقي السعيد العمراني وكان محمد يوسفي أحد مساعديه وقد خلفه في المسؤولية الجهوية لحزب الشعب ولد حمودة ابن عم العقيد عميروش.

تعيينه مسؤولا عن فرع البيض للحزب

طلب استخلافه في مهمة مراقبة فروع الحزب بالجنوب الغربي نظرا لتعيينه مدرسا ( بمتوسطة ابن باديس حاليا )  في أكتوبر 1946 خلفا لأستاذه السيد قدور بن النعيمي الذي ارتقى بتلمسان، فتقرر أن يكون المسئول عن فرع البيض للحزب. وهكذا أضيفت مهمة التدريس إلى مهامه الحزبية والكشفية، ولكن لم يكن يتأخر على واحدة من مهامه ولا يتوانى في أدائها، وكان يعطي كل واحدة حقها فلا تشغله واحدة على الأخرى.

وفي شهر أوت 1947 نزل عنده ضيفا مكرما المناضل أحمد بن بلة الذي كان في مهمة حزبية في إطار المنظمة السرية، واتصل بالمناضلين الذين تم اختيارهم للانتماء إلى هذا التنظيم السري الذي أنشئ داخل حزب الشعب وكان في مقدمتهم حسني إدريس.  

المشاركة في الانتخابات البلدية (1947)

كان موعد الانتخابات البلدية في سائر أنحاء الجزائر شهر نوفمبر و بالنسبة لمدينة البيض الخاضعة للحكم العسكري كانت انتخابات "الجماعة". وكان بوعلام باقي يقود قائمة المرشحين من حزب الشعب وكان ابن خالته محمد بن عبد القادر حميتو يقود قائمة المرشحين من الاتحاد الديمقراطي للبيان. وبعد الدور الأول من الانتخابات الذي لم ينجح فيه أحد بالأغلبية نظم دور ثان وتمت مفاوضات مع قائمة البيان أسفرت على قائمة ائتلافية ضد المرشحين الأحرار الذين ساندتهم الإدارة بكل ما كان لديها من قوة ومن إغراء بالمال وغيره، ونجحت القائمة الائتلافية فأصبح ابن خالته محمد بن عبد القادر حميتو رئيسا للجماعة وأصبح بوعلام باقي مساعده الأول.

وفي نفس الشهر كتب له أن يرزق بمولود اختار له اسم شكيب أرسلان تفاؤلا و تخليدا لاسم ذلك الزعيم العربي الذي رفع لواء النضال التحرري عاليا وكان نعم المرشد لمصالي و غيره من زعماء الأحزاب الوطنية في الدول العربية.

انتخاب نواب المجلس الجزائري (1948)

تم الإعلان عن تنظيم انتخاب لنواب المجلس الجزائري في أوائل فيفري من سنة 1948 فرأى حزب الشعب أن يكون بوعلام باقي مرشحه بمقاطعة الجنوب الوهراني التي تمتد من مدينة البيض ونواحيها إلى حدود المالي وموريتانيا والصحراء الغربية جنوبا وهي منطقة خاضعة للحكم العسكري، وتضم ملحقات البيض والعين الصفراء والمشرية وتندوف وأدرار ودائرة بشار وما يليها من ملحقات. وكان ينافسه في الانتخاب مرشحان آخران هما الأستاذ حمزة بوبكر بتزكية من الولاية العامة بالجزائر وتأييد من الجهات العسكرية بالمنطقة بناء على التوجيهات التي تلقتها من الولاية العامة، والباش آغة بن ميلود الخلادي الذي أحرز على تأييد الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري زيادة على تأييد بعض السلطات المحلية بالمنطقة، وقد حدد إجراء الانتخابات في 4 أفريل 1948. فأقيمت مهرجانات الحملة الانتخابية في مختلف المدن التابعة لمقاطعة الجنوب بداية من شهر مارس. فكان يركز في حملته على دور القياد والباش اغوات في قمع الشعب وتسليطهم عليه من قبل الاستعمار. كما توجه إلى مدينة سعيدة  للمشاركة في استقبال مصالي الحاج وحضور المهرجان ومرافقته إلى ما تقرر أن يزوره في مقاطعته الانتخابية. فانعقدت المهرجانات بالمشرية والعين الصفراء والبيض وكان لها نجاح تام. 

وكان الفوز حليف بوعلام باقي في جميع النواحي حيث حصل على 16500 صوت بينما لم يحصل الباش اغة الخلادي وحمزة بوبكر مجتمعين سوى على 3500 صوت، فخسر الباش اغة الخلادي المعركة حتى في العين الصفراء مقر سلطته التي كان يظن أنه لا يزاحمه فيها أحد وخسر حمزة بوبكر المعركة حتى في الأبيض سيدي الشيخ حيث تحكم أسرته فلم يحصل سوى 19 صوتا. ولكن لم ترض الإدارة الاستعمارية بما فرض عليها ورأت أن تنتقم، فشنت حملة من الاعتقالات فألقي القبض على مجموعة من المناضلين بالبيض بدعوى التمرد. وقد وقع في جهات أخرى من التراب الوطني مثل هذا أو أكثر فقد قبض على مرشحين من الحركة وزج بكثير من المناضلين في السجون...

وتم إعلان الفوز لتسعة نواب من الحركة من بين الستين مرشحا ويقال إن الفائزين كانوا في الحقيقة نحو الخمسين، والتسعة الفائزون هم أحمد بودة ومصطفاي شوقي والحاج شرشالي والجيلالي مبارك وبالهادي الأمين ومصطفى فروخي وموسى بوالخروع والعربي دماغ العتروس وباقي بوعلام.

و في العشرين من أفريل تم تنصيب المجلس و تعيين أعضاء مكتبه. و بعد أن أتم المجلس الجزائري تعيين مكتبه وأقر قانونه الداخلي أعلن رئيسه ختم الدورة واستئناف العمل يوم 3 جوان. 

......يتبع.....


عن الكاتب

المشرف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -