منطقة البـيض عبر التاريخ:
البيض منطقة تضرب بجذورها التاريخية في عمق الزمن إذ يعد تاريخ تعميرها إلى عصور ما قبل التاريخ كما تدل على ذلك الشواهد الأ ثرية من رسومات ونقوش حجرية المنتشرة في الكثير من جهاتها والتي تمثل بصمات الإنسان الأول الذي عمر المنطقة منذ آلاف السنين وإ تخذ من الكهوف و المغارات مسكناً له وظل يعيش على الإلتقاط وجمع الثمار الموجودة في الطبيعة متصارعاً مع حيوانات محيطه التي خلد أشكالها و أنواعها في رسوماته التي تركها وشماً في ذاكرة التاريخ يشهد على عراقة حضارة منطقة البيض. ووجود هذه الحيوانات الضخمة و الضارية بالمنطقة قديماً يدل على أنها كانت ذات مناخ رطباً تنمو بها غابات كثيفة وبمرور آلاف السنين تحول مناخها إلى المناخ شبه الجاف الذي يسودها حالياً ومع التدرج الحضاري للإنسان المنطقة البدائي إهتدى للتجمع حول النقاط المائية من أودية و ينابيع وشيد مساكنه البدائية من الطين والخشب، ثم ستأنس الحيوانات ليتخذ من لحومها و ألبانها غذاء له ومن جلدها و أصوافها لباساً ويستخدم بعضها في التنقل والنشاط الزراعي.
البيض كمنطقة تاريخية ومن خلال دراسة إجمالية وحسب الأدلة المتوفرة هي منطقة عرفت فترات تاريخية مميزة منفصلة أحياناً ومتصلة تارة أخرى.
فترة ما قبل التاريخ:
هي الأكثر وضوحاً وتميزاً بالمنطقة فرسوماتها ونقوشها الممتدة جنوب سلسلة الأطلس الصحراوي أكبر دليل على تمركز بشري بالمنطقة خلال العصور الحجرية . وهناك درسات قد أعطت الكثير من الحقائق على هذه المرحلة ونسبت أزمنة تاريخية إلى بعض الحيوانات التي تحتوي عليها بعض محطات الرسومات الحجرية بالمنطقة كالحصان و الثور وغيرهما من الرسومات المنتاشرة في القرى
الجنوبية للجهة كار بوات- الكراكدة – الغاسول- برزينة – بوعلام و للحديث عن هذه الفترة نشير إلى الكبش الذي على رأسه قرص الشمس
بضواحي بوعلام الذي يرمز «لإله الخصب»– يمثل إله آمون في الديانة الفرعونية القديمة وان وجود هذا لإله
بالحضارات المغربية دليل علي قيام اتصال حضاري بين قدماء المصريين وقدماء سكان المغرب العربي وذلك عن طريق التجارة او الحروب او التأثير الحضاري لمصرالقديمة وعموما أن هذه الرسومات والحفريات والمقابر التي تزخربها الجهة تعطي دلالة تاريخية للمنطقة .وهي في نفس الوقت متحف طبيعي يعر ض شواهد أثرية تاريخية لمرحلة حياة انسان المنطقة
هي مرحلة أكثر غموضا لعدم توفر الأدلة ونشيرهنا الي بعض المناطق مثل منطقة بوسمغون يوجد في الناحية الغربية من تراب الولاية حيث دلت الحفريات بها علي وجود قصر قديم يعود تاريخ بنائه الي فترة ماقبل الأسلامي وقد ذكرت بعض المصادر االشفوية أنه بني في القرن الثالث للميلاد في عهد سيدنا داودعليه السلام ويعتبر أهالي هذه المنطقة من القبائل البربرية.
قرية استيتن: توجد جنوب شرق الولاية تبعد عن مقرها بمسافة 30كلم وهي قرية قديمة شيدت ماقبل التاريخ علي سفح الجنوب لجبل اكسال تعمرها قبائل بربرية لقبيلة مغراوة اكتشفت بها مقابر قديمة وأثار عمر انية
مرحلة العهد الأسلامي:.
من أهم المراحل التي تأثرت بها المنطقة بكل مقومات الحضارة الأسلامية ومن أهم القبائل التي عمرة المنطقة هي قبيلة *بني هلال* العربية التي قدمت إلى العراق من *نجد بشبه الجزيرة العربية* ومنه هاجرت الي مصر بتحديد الي الصعيد وفي سنة 1050م قدمت الي المغرب بأمر من خليفة مصر المعز لدين الله فنشرت بكامل المغرب العربي وخاصة منطقة الهضاب العليا والجنوب ومن هنا أصبحت المنطقة عربية العادات والتقاليد والي جانب ذلك هناك قبيلة اولاد سيد الشيخ الذين يؤكدون انتمائهم الي الخليفة ابي بكرالصديق وظلت منطقة البيض جزء من ولاية شمال افريقيا في عهد الخلافة الأسلامية الأموية والعباسية وبعدانقسام العالم الأسلامي وتفككه الي دويلات في المشرق والمغرب خضعت الي حكم الرستميين 160-296هـ-776-902م
ثم ظلت تتأرجح بعد ذلك في تبعيتها لسيادة الفاطمين و الحمادين حتى تمكن الموحدون1147-1269م من توحيد المغرب العربي تحت سيطرتهم. و في العهد التركي ألحقت منطقة البيض في إدارتها إلى بايلاك الغرب.
1845-قدوم الكولونيل جيري على رأ س القوات الفرنسية من ضواحي تيارت لقطع الطريق على الأمير عبد القادر و منعه من التوغل في الصحراء .
1852- أنشأ أول مركز عسكري بالبيض و أطلق على المدينة إسم جبر فيل تخليدا لظابط بإعتباره أول مكشتف للمكان .
1852: إنشاء الثكنة العسكرية و المشفى العسكري
1860: إنشاء سكنات للضباط المكلفين بمكتب تسيير شؤون الأهالي.
1880: إنشاء مجمع مدرسي
1882: إنشاء محطة تهجين الخيول و تربيتها
1898: إنشاء المكتب العربي- بيرو العرب-
ومع تزايد عدد المعمرين المستقرين بالمدينة أنشأت السلطات الإستعمارية بعض المرافق الإجتماعية مثل الكنيسة سنة 1903
- عيادة للأهالي سنة 1912
- قاعة الحفلات سنة1927
- المولد الكهربائي سنة1922
- المسلخ البلدي 1934
- عيادة لازاري للأمراض المعدية سنة 1934
- دار البريد و المواصلات 1934
- و قاعة للسينما و غيرها.
وقد أخضت منطقة البيض في إدارتها إلى الحكم العسكري حيث تأسست بها دائرة عسكرية في 18 أوت 1855 يتولى إدارتها حاكم عسكري تساعده المكاتب العربية «بيرو لعرب» التي عينت عليها السلطات الفرنسية بعض المخلصين لها برتب متفاوتة كالبشاغا و الآغا و القائد.
30 – 12 –1875: كانت منطقة مختلطة الأوربيون يخضعون إلى القوانين المدنية الفرنسية و الجزائريون للإدارة العسكرية.
01 – 09 – 1920 : ملحقة تابعة للقطاع العسكري بالعين الصفراء .
1957 : دائرة مدنية تابعة لوهران .
1959 : دائرة مدنية تابعة لسعيدة .
1984: أصبحت ولاية وفقا للتقسيم الإداري الجديد الذي أفرز عنه قانون 09/84 المؤرخ في 04 فيفري 1984.
البيض المدينة :
أصل التسمية :
كان سكان المنطقة يطلقون عليه إسم «لودي البيض» تصغيرا لكلمة «واد الأبيض» والمكان كان عبارة عن صبخة ملحية تنمو حوله أشجار القصب الكثيفة والنباتات المالحة تجري به بعض ينابيع المياه و بمرور الزمن إقتصرت التسمية على البيض
وهناك رواية أخرى تقول أن أصل التسمية مأخوذة من شهرةالمنطقة بالثلوج وهناك من يرجع هذه التسمية لوجود تربة ذات لون أبيض كانت تستعمل لغسل الألبسة البيضاء مثل ( البرنوس ) ويطلق على التربة إسم «البياض».
وخلال العهد الإستعماري حمل البيض إسم جيريفيل .
الموقع الجغرافي:
تقع ولاية البيض في منطقة الهضاب العليا بالجنوب الغربي للوطن يحدها :
- من الشمال : سعيدة وتيارت .
- من الجنوب الشرقي : غرداية وأدرار.
- من الغرب : سيدي بلعباس .
- من الشرق :الأغواط
- من الجنوب الغربي : النعامة وبشار .
تتربع على مساحة 71.697 كلم (3 % من المساحة الجزائرية)
كما تنقسم إلى ثلاث مناطق هي :
- الشمال : الهضاب العليا : 8.778 كلم .
- الوسط : الأطلس الصحراوي : 11.846 كلم .
- الجنوب: الشبه الصحراوي: 51.073 كلم .