-->
ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض - ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -
random

آخر المواضيع

random
random
جاري التحميل ...

صناعة الزرابي



كما سلف الذكر في موضوع القصور نظرا لطبيعة المنطقة فالسكان مارسوا ولا يزالوا يمارسون حرفتي الرعي والزراعة بالإضافة إلى ذلك هناك صناعة تقليدية متنوعة كصناعة الزرابي بشتى أنواعها  "الفراش، الفراشية، الجربي، المخدة،  البورابح".
وصناعة الألبسة الرجالية مثل : الجلابة، البرنوس، الهدون، الخيدوس وكذا صناعة الأواني المنزلية بمادة الحلفاء و الطين ،الأواني المصنوعة من الحلفاء مثل: الكسكاس، الطبق، الحصيرة، آنية توضع فيها أكواب الشاي ، آنية نوضع فيها السكر تسمى السكرية
أما الأواني المصنوعة من الطين مثل الطاجين الذي يطهى فيه الخبز، القدر، المجمر
وتعرض جميع هذه المنتوجات للبيع في السوق الأسبوعية للمدينة .
صناعة الزرابي:
تعريف الزرابي: الزربية منتوج تقليدي مادتها الأولية الصوف منتجها الإنسان الذي إحتمى بها من برد المنطقة القارس ولسع قرها إنها ذاكرة الملبوس والمعيش سيرتها أنامل يد الإنسان لوحات فنية رائعة رسمت عليها وشم الأيام وتاريخ الوطن، إن صناعة الزرابي التي تتعاطاها نساء البيض في البيوت عرفت رواجا وازدهارا في الماضي البعيد و القريب و التي لازالت متمسكة بأصالتها وولعها في صنع الزرابي إذ ينذر أن تجد بيتا خاليا من المنسج.
المراحل التي تمر بها صناعة الزرابي:
المرحلة الأولى: مرحلة الزج: إن مربي الأغنام يسعى إلى حلق ما يسمى عند الأهالي بالزج أغنامه في شهر أفريل من كل سنة وذلك لعدة أسباب مادية:
1-    بيع محصول أغنامه من الصوف في السوق
2-    صحيا تتعلق بالأغنام نفسها وذلك للمحافظة عليها وخاصة في فصل الصيف والهدف الأسمى من هذه العملية هو توفير المادة الولية من الصوف للصناعة التقليدية .
تهيئة الصوف: يعني العملية التي تتلو عملية الزج التي يؤخذ الحاصل منها على شكل كرات تسمى *زجات * و تبدأ تهيئة الصوف بمايلي :
1- غسل الصوف: إن لهذه العملية دور هام للحصول على صوف نقي من الشوائب مثل التراب و بقايا الشاة نفسها فلذلك يغسل الصوف عادة بالماء الساخن و الصابون حتى تتم تنقيته و تحضيره جيدا .
2- خبط الصوف: تلي عملية غسل الصوف مباشرة بعد نشره ليجف قليلا تحت أشعة الشمس أو هبوب الرياح بعد ذلك يضرب بالمخبط .
و تتم عملية الخبط على النحو التالي :
وضع كومة من الصوف على بساط مع ضربها بالمخبط[1] و تكرر هذه العملية عدة مرات حتى يفقد الصوف تماسكه و تتم تنقيته من جميع الشوائب التي عجز عن إزالتها الماء.
3-فرز الصوف: تسمى هذه العملية بالتبشام وتأتي مباشرة بعد عملية الخبط حيث أنه رغم مرور العمليتين السابقتين الذكر إلا أن الصوف لم تكتمل جودته وعمله المتقن بل نجد ان المرأة تقوم بعملية التبشام وذلك بأخذ جزء من الصوف المخبوط وتفرزه بأصابعها مع خلع الشوائب الموجودة بداخله.
ومن مميزات هذه العملية فرز الصوف الأسود من الأبيض.
4- مشط الصوف: تأتي العملية بعد فرز الصوف وترتكز هذه المرحلة على أداة المشط وهي عبارة على لوحة مستطيلة تسمر على أحد جوانبها مسامير طويلة ومدببة في شكل متواز.
تثبت هذه الأداة بثقل أمام المرأة التي تقوم بوضع الصوف المبشم على المسامير المدببة وهنا تبدأ في جذبه إليها متخذا بذلك شكلا متطاولا و بتكرار هذه العملية يتخذ الصوف نعومته.
5-تقرديش الصوف: تعتبر عملية التقرديش من المراحل المكملة للإنجازات السابقة تعتمد هذه المرحلة على أداة القرداش الذي هو عبارة على لوحتين مستطيلتي الشكل تنتهي كل منهما بمقبض تسهيلا لعملية المسك على مستعمله وتوجد على كل من اللوحتين مسامير رقيقة مثبتة تثبيتا جيدا تكون متساوية الطول وذلك حتى لا يصعب تداخلها وتتم عملية التقرديش كالتالي:
تمسك المرأة بالقرداش حيث تكون كل فلقة منه في يد وتضع قليلا من الصوف الذي مشطته في إحدى الفلقتين وتضع الفلقة الأخرى عليها وتجذب الفلقة السفلية على الفلقة العلوية بكل لياقة وإتقان وبالتالي يتم تبادل الصوف بين الفلقتين وبإعادة هذه العملية عدة مرات يصبح الصوف عندها رطبا ثم تلفه بيدها على شكل لفات شبه رقيقة تسمى كل لفة (الليقة).

وهكذا تتم هذه العملية حتى يكتمل جميع الصوف .
6غزل الصوف: بعد عملية التقرديش تقوم المرأة بغزل تلك اليقات بالمغزل[2] بحيث تقوم بإلصاق قليلا من الصوف أو الليقة كما تسمى على عود المغزل وتدوره بيدها في غالب الأحيان او على ساقها ثم تمدده حتى يصبح على شكل خيط و بعدها تقوم بلفه على عود المغزل وهكذا تتم هذه العملية حتى تتحصل على الطعمة و هنا يمكن أن تقوم المرأة بغزل نوعين:
-الطعمة: و هي نوع من الخيط يتم غزله بواسطة المغزل
-القيام: هو نوع من الخيط رقيق يستعمل في السدوة يتم غزله بواسطة المغزلة[3]
-غزل القيام: يكون القيام أقل سمكا من خيط الطعمة مع الملاحظة أنه عبارة عن خليط من الصوف ووبر الماعز ويستعمل في عملية السدوة خلافا للطعمة.
7 -صباغة الصوف: لصناعة أي منسوج سواءا كان زربية او ما يشبهها مثل الفراش أو البورابح نحتاج إلى ذلك عدة ألوان الذي يميزها عن باقي المنتوجات الأخرى. وتتم عملية الصباغة كالتالي:
يحضر إناء من الحديد المقاوم لدرجة حرارة عالية و يوضع به كمية من الماء و يوضع الإناء فوق النار ويترك حتى درجة غليانه حيث يتم وضع المواد الكيميائية الخاصة بالصباغة و بهذه العملية نتحصل على اللون المطلوب وبعد ذلك نوضع الطعمة في هذا الإناء لمدة تتراواح مابين ثلاثة إلى أربعة ساعات و بعد انتهاء المدة المحددة يتم نزع الطعمة من داخل الإناء وتعليقها حتى تجف وتغسل بعدها بماء أقل غليان من الأول وذلك للمحافظة على لونها .
من اشهر الألوان المستعملة لصناعة الزرابي في هذه المنطقة اللون الأسود و الذي يسمى (بالنيلة) واللون الأحمر والمسمى (بالجنجاري) بالإضافة إلى اللون الأصفر ولأزرق وبصفة عامة الألوان الأساسية.
8-التكباب: بعد عملية الصباغة تأتي عملية التكباب و هي عبارة عن لف الطعمة على شكل كرات كبيرة باستعمال الركبتين أو بواسطة آلات الكبابة[4]  و تتم هذه العملية بوضع الطعمة فوق مايسمى بالكبابة و تقوم المرأة بعملة لف الطعمة على شكل كرات تسمى الواحدة منها ( بالكبة ).
9-عملية السدوة: تعتبر هذه الاخيرة مستقلة عن العمليات السابقة وتعتبر الخطوة الاولى  التى تبدأ بها صناعة الزربية  وللقيام بهذه العملية ينبغي  تحضير عدة وسائل من بينها : الأوتاد، خيط السدوة ، الفحم ، القيام.  كما يستوجب حضور ثلاثة نساء .

-الخطوة الأولى: غرس الأوتاد في الأرض وأخذ بعين اللاعتبار المسافة الموجودة  بينهما والتي ينبغي أن تكون مساوية لطول الأخشاب  وطول الزربية على وجه التحديد .
وبعد ذلك تجلس كل واحدة منهن جنب الوتد  والثالثة  تقوم بإصال  القيام بينهما مع الملاحظة  أن عملية السدوة هذه يجب أن يكون خيط القيام فيها بشكل متخالف، وتقوم بهذه العملية المرأة الثالثة التي تهتم بإصال كرات القيام بين الأولى والثانية ونظرا   لصعوبة هذه العملية الدقيقة التي تتطلب الخفة والرشاقة في الانجاز ينبغي التذكير بأنه أي خطأطفيف فيها فيكلف ذلك إعادتها مرة ثانية.
طي المنسج: وتأتي هذه الأخيرة مبشارة بعد عملية السدوة وتعتبر المرحلة ماقبل الإنجاز والتي تتوفر على بعض الوسائل هي: زوج من الخشب ،المناضو ،الطواي ، القصب، الجريدة .
- وحتى تتم بكل دقة يستلزم حضور عدد كبير من النساء وفى بعض الأحيان  تتطلب هذه العملية عنصر الرجال.  للقيام بعملية طي المنسج ينبغي- تحضير مساحة كبيرة مثل فناء المنزل .
-غرس الأوتاد في الأرض مع المحافظة على المسافة الموجودة بينهما والتي تتوقف على طول الخشبة السفلية .                    
  -إدخال خيط القيام في الخشبة السفلية بواسطة خيط رقيق يسمى  خيط النيرة، أما بنسبة للخشبة العلوية فتصحب بالطواي حيث نقوم بإدخال الطواي مبشارة في القيام  وشده من الطرفين. يتم تمديد القيام الذي  يحتاج  إلى جهد عضلي  مبذول ثم يلف المنسج على الخشبة  العلوية بطريقة  بطيئة متساوية  حيث  يجب  أن يكون  القيام  مشدود بقوة .
-     بعد نقل  المنسج إلى  مكان  الإنجاز  يتم ربط الخشبة  العليا  بالمناضو ووضع الخشبة  السفلية على الأرض  مع إدخال  فتحتيها الجانبيتين داخل  المناضو، زد على  ذلك القيام  بعد ة أعمال  أخرى نذكر  على سبيل  المثال  منها : الضغط على  الخشبة السفلة  واد خال  المسامير داخل  ثقوب  المناضو  ثم  بعد ذلك تقوم  صاحبة  المنسج يتركب  خيط النيرة  على الجريدة الموصولة  بالقيام و بتركيب  الجبابيد  و بهذه العملية  نستطيع القول  أن  عملية السدوة و الطي تتم في آن واحد و تكون  متتالية الوحدة  تلوى الأخرى .
-     البدء في الإنجاز.
إن إنجاز الزربية يستغرق وقت طويل على الأقل  20 يوماً كما  تتطلب أيدي عاملة  كثيرة  فإذا كانت  الزربية  كبيرة  مثل الفراش فإنها تتطلب على الأقل  8 عاملة أما إذ كانت  الزربية صغيرة "فرشية " فتتطلب  2 على الأكثر .
وتعتمد عملية النسيج على الرقيم  وتتم بالتناوب  والتتالي سطرابسطر بين عمليتي الرقيم والنسيج. إن الرسم أو الرقم هوعمل فنياً وحساب دقيق يعبر  من خلاله سكان المنطقة  عن عاداتهم وتقاليدهم فمثلا رسم مايسمى " المخلب" لدليل  قاطع على وحدة الجماعة وأن إختيار  اللون الأحمر والأسود والأبيض هذه الألوان المستوحات من الطبيعة والتي لها علاقة  بلون  التربة و الحجارة المتواجدة في المنطقة .
أنواع الزرابي :
تنتج المنطقة البيض ثلاثة  أنواع نذكر منها – الفراش، الفراشية ، الأمخاد .
الفراشية: وهي نوع آخر من الزربية يتراوح طولها  مابين 3 إلى 5 أمتار وعرضها مابين 2الى 3 أمتار ،تستعمل فيها الألوان  التالية: الأسود والأحمر والأبيض بإضافة إلى بعض الألوان مثل اللون الأصفر والأزرق.... وتتميز عن الفراش أنهاأصغر حجما منه  تستعمل فيها ألوان إضافية تميزها عن الفراش.
-الوسادة: ويوجد نوعين من الوسادة منها ذات الشكل المستطيل يتراوح طولها مابين 50 إلى 60سم ومن 20 إلى 30سم عرضا تستعمل فيها جل الألوان  وخاصة الون الأسود والأبيض.
وهناك ذات الشكل الدائري ولها نفس مميزات  الأولى ويطلق عليها إسم الستارميات..
 الأدوات المستعلة لصنع الزرابي: المقص ،الخلالة[5]، المحط[6]، المخيط.
ملاحظة: لصنع الجلبة أو البرنوس أو الهدون (المنسوج من وبر الابل) نتبع نفس الخطوات السابقة في صناعة الزرابي إلا أن القيام المنسوج به يكون رقيق جدا والصوف (الطعمة) رقيقة هي الأخرى.              
الأدوات المستعملة لصنع الجلبة : الخلالة ،العضاضة[7] ،المحكة[8].



[1] المخبط : عصا طويلة ورقيقة من أصل شجرة الدفلة أو العريش او الصفصاف
[2] المغزل : عبارة عن أداة تتركب من جزئيين و هما الفلكة و العود تكون الفلكة مستديرة الشكل مزودة بثقب في الوسط  
[3] -  المغزلة : تشبه المغزل إلا أنها أصغر منه لذا إشتق إسمها من المغزل يغزل بها الصوف على هيئة القيام  
[4] الكبابة : هي آلات مصنوعة من عدد من الألواح الرقيقة الحجم تثبت في بعضها بشكل محكم بواسطة مسامير رقيقة ترتكز على سلك من الحديد من الأسفل على لوحة أكبر سمكا
[5] الخلالة: أداة تستعمل في عملية النسيج تتكون من عدة أسنان من حديد تتلاقى في نقطة واحدة مشكلة حرف (L ) مزودة في المؤخرة بمقبض من الخشب حتى يسهل إمساكها ووظيفتها تكديس خيوط الطعمة فوق بعضها البعض عن طريق الضغط .
[6] المحط: و تني بذلك الرسم التخطيطي وهو عبارة عن بعض الرسومات الأشكال الهندسية المراد تشكيلها على الزربية و التي تزيدها رونقا و جمالا يميزها عن باقي المنتوجات الأخرى .
[7] العضاضة : و هي عبارة عن قطعة من الحديد على شكل حرف (u) بها سلك موصول بخيط و تتخلل هذه القطعة الحديدية قطعة من الخشب تكون مساوية لها و تستعمل من أجل جذب أو شد حافتي الزربية بأعمدة المناضو
[8] المحكة : هي عبارة عن عظم الركبة لحيوان الجمل أو البقر أحيانا تترك لمدة من الزمن لتجف تستعمل لتمشيط أو مسح الزربية أو الجلابة من الداخل أو الخارج و ذلك بغية التخليص من بعض الشوائب و الخيوط الزائدة كما تزيد نعومة و رطوبة أكثر .

عن الكاتب

المشرف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -