انتقام القوات الفرنسية من الشلالة والأبيض سيدي الشيخ عقب معركة تازينة التي انهزم فيها الجيش الفرنسي أمام الشيخ بوعمامة.
كردة فعل منها على الهزيمة الثقيلة التي منيت بها في معركة تازينة، والتي تسميها في جل كتاباتها بمعركة الشلالة، كما تطلق عليها ''يوم الشلالة الحزين'' (La triste journée de Chellala)، كما جاء في تقرير القائد الفرنسي في هذه المعركة، العقيد ''إينسونتي" (Innocenti)، المنشور في جريدة ''الفيقارو'' (Le Figaro) بتاريخ 19 جويلية 1881، قامت السلطات الفرنسية بمعاقبة القبائل التي شاركت في ثورة الشيخ بوعمامة وكل من ثبت تعاونه مع الشيخ بوعمامة، فقامت بنفي الكثير من القبائل من مناطقها، ونفي أفراد آخرين إلى ما وراء البحار، كما فرضت غرامات على بعض القبائل.
ومن جملة ما قامت به السلطات الفرنسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحريك فرقة عسكرية بقيادة العقيد ''نيقريي'' (Negrier)، حيث انطلقت بتاريخ 7 أوت 1881 من مدينة (Geryville) ''البيض''، حيث مرت في 11 أوت 1881 بالميدان الذي شهد معركة تازينة التي وقعت في 19 ماي 1881، أين قامت بإعادة دفن قتلاها في هذه المعركة، الذين وجدت جثتهم ملقاة في الهواء الطلق.
بتاريخ 12 أوت 1881 وصلت هذه الفرقة إلى الشلالة الظهرانية، أين اكتشفت أن قبر الملازم الثاني ''لانيري'' (Laneyrie)، الذي أصيب في معركة تازينة بثلاث طلقات نارية في صدره، قد تعرض هو الآخر للنبش، وقد تم إخراج رفاته وإلقاء عظامه في الهواء الطلق، حيث أن هذا الضابط تم نقله جريحا في معركة تازينة غير أنه توفي في طريق عودة فرقته العسكرية، فتم دفنه بمقبرة الشلالة الظهرانية، غير أن السكان المحليين لم يتقبلوا هذا الأمر، بحجة حرمة دفن ''كافر'' في مقبرة المسلمين، فقام بعض الشباب فيما بعد بالعمل المشار إليه، فما كان على العقيد ''نيغريي'' (Négrier) إلا أن أعدم رميا بالرصاص، بجانب قبة مولاي عبد القادر، ثلاثة (3) من سكان قصر الشلالة الظهرانية، بصفتهم متورطين في إخراج جثة ''لانيري'' (Laneyrie) والعبث بها، وهم كل من: العربي بن كروم، العربي بن عزوز، ومحمد بن عنان، وهذا على مرأى خمسة عشر (15) من الشبان الذين تم القبض عليهم في القصور المحيطة، في حين فر محمد ولد محمد بن جبارة إلى فقيق، ثم تم على إثر ذلك نقل رفاة ''لانيري'' إلى داخل قصر الشلالة الظهرانية ووضعها تحت مسؤولية القايد.
وبتاريخ 16 أوت 1881 على الساعة الواحدة صباحاً، قامت القوات الفرنسية بتلغيم وتفجير قبة سيدي الشيخ، وتم نقل رفاة سيدي الشيخ إلى (Géryville) ''البيض'' وتم وضعها في ثكنة عسكرية أين سمح لأتباعه بزيارته، وفي سنوات لاحقة تم إعادة بناء القبة وإعادة الرفاة إليها.
مرفق بالمنشور صور لمعركة الشلالة أو تازينة، ومناظر لقصر الشلالة الظهرانية، ومشهد إعدام الشلاليل الثلاثة قرب قبة مولاي عبد القادر، وصورة لتفجير قبة سيدي الشيخ.
منقول *متحف المجاهد ولاية النعامة
