تعتبر ولاية البيّض ولّادة إبداع، فالفنون والرموز الفنية فيها لا يمكن عدّها بالسهولة التي تتبادر إلى ذهنك مقارنة بما يظهر ويخيّل لك من الوهلة الأولى، فالتعمّق شيئا فشيئا يجعلك تغوص في عمق أصالة الفن في المجتمع البيضي.
بعد سنتين من استحواذ الكاتب الشاب عبدالله خديم على لقب أصغر كاتب بالولاية، هاهو اسم جديد يكتسح الساحة الأدبية بابداعه المبهر، وشهادة أساتذته، واعتلائه وتقليده بوسام أصغر كاتب عرفته الولاية إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، الوسام سيظلّ معنويا حتى تلتفت جهات الثقافة رسميا إلى هذه الموهبة لاحتوائها ولم لا تقليده الوسام ماديا ملموسا ليحظى بذكرى تميّزه فعلا عن سابقيه، والذين اكتفوا بمبادرات دار الثقافة محمد بلخير والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الرڨ الحاج، وإن كانت هذه المبادرات رغم لطف أصحابها لا تغطي دور مديرية الثقافة وغيابها نسبيا عن ساحة الأدباء والشعراء.
جريدة الجزائرية نيوز تقرّبت شبرا من الكاتب الموهبة، وحاورته حول أبرز ما يُحاوَر به كاتب صاعد فكان الحوار شيّق على النحو التالي:
في نبذة تعريفية عن الشاب الطموح للقراء الكرام .. إليك الكلمة
الكاتب:
أولاً و قبل كل شيء بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الخلق سيدنا و نبينا محمد بن عبد الله عليه أزكى الصلاة والتسليم ثم أما بعد ..
عبد الصمد يوسفي ذو 18 ربيعاً، طالب بكالوريا بشعبة تقني رياضي تخصص هندسة كهربائية .. قبل أن أقول كاتب .. أنا شخص يرتاح حين يكتب.
2_ كيف استطعت التغلّب على هواجس وتردّد الكاتب قبل ولوجه عالم الكتابة ?
الكاتب:
بالطبع فككل موهوب فكر في الولوج في خضم الكتابة تردّدت في البداية .. ليس خوفاً من صعوبة الأمر لا و الله ، فما دمت أحب ما أقوم به و أقدسه لم تطرأ هاته الفكرة علي من قبل .. إنما كان السبب الرئيسي متجسد في تكاليف الطبع ..و مشاكلي المادية .. إلى أن وجدت من يمد يد العون لي مزيلاً لفكرة العودة للوراء نهائياً .. لأدخل بعدها عالم الفن هذا " عالم الكتابة " بنفس مطمئنة و عقلٍ فذ .
3_ ما الفكرة العامة لأول إصدار لك ?
الكاتب:
كتاب مذكرات غريب :
فلسفة عقل محبوس في جسد هادئ ، توافق بين المنطق و التفكير ترتب عنه وجهات نظر اتجاه الواقع المعاش في محتوى عبارة عن مكبوتات تلفظتها بصعوبة في جو يكاد يخلو من هواء الحقيقة ، ذلك ما جعلني و أغلب من أتشارك معهم هذا الإحساس نعتزل الجموع و تفضيل الوحدة المريحة على الإزعاج المتواجد بكثرة في الخارج ... نعم .. هاته المذكرات نبعت من عقل صنف على أنه غريب فقط لأنه حقيقي .
4_ إذا كان لك شخصية ولائية تستقي منها فكرك وتوجّهك .. من يكون ?
الكاتب:
لا لم أستقِ من أي شخصية .. حيث أن لي فكرة جديدة آمنت بها أريد إضافتها إلى الأدب و الكتابة ..
5_ في كواليس التوثيق، ماهي أبرز عقبات كاتب شاب مثلكم خلال نسجه خيوط الكتاب ?
الكاتب:
في البداية كان رفض الأهل و الأم خاصة لفكرة الكتابة ... لم أتلق أي دعم منهم في بادئ الأمر .. حتى فترة ما ، تيقن الجميع أن لي قدرة في خلق عنصر الإبداع في تأليف كتاب .. أمر لم يعرفه أحد من قبل في عائلتي .. ، لتتطور الأمور و أواجه صعوبة في تأمين مبلغ الطبع الذي سبق و أن تحدثت عنه في جوابي عن أحد الأسئلة السابقة .
6_ ينافس الكتّاب أطياف كثيرة، استحوذت على الاهتمام العام في الجزائر، هل أنت مستعدّ لهذه المنافسة غير متوازية الأسطر ?
الكاتب:
يعني و الله ، ما دمت أؤمن بنفسي و قدراتي و امتلاكي لثقة كبيرة بتوفيق من الله ، لا أخاف أي شيء و مستعد لخوض غمار أي حدث يواجهني مستقبلاً بإذن الله .
7_ مالذي تصبوا إليه تحديدا ككاتب شاب ?
الكاتب:
ككاتب شاب ، أريد رد الإعتبار للأدب أولاً ، في وقت صار يستعمل من أجل التجارة و الكسب المادي ، أن أكون ذخراً طيباً للوطن من جهة ، و نقش إسمي بأحرف من ذهب في أسلوب جديد سأصنعه من جهة أخرى ... و كذلك كي أكون مثالاً حياً و لربما قدوة للكتاب المختبئين لأسباب يعلمونها ، كي أكون رمزاً للتحدي ، محطة يستدل بها الظال في طريقه .
8_ لو كانت مسيرتك بحاجة إلى دعم .. كيف ترى السبيل الأنسب لدعمك كموهبة صاعدة ?
الكاتب:
الأمر الأساس و المساهم في إيصال أي فكرة كانت ، هو الدعم المادي ، كلنا نعلم أنه يحوّل الفكر اللامرئي إلى شيء ملموس محسوس يرى بالعين المجردة .. إضافةً للسماح لي بالإنضمام ٱلى نشاطات أو تجمعات أو أي نوع كان من اللقاءات التي تثري و تشجع مثل هكذا مواهب .
9_ كلمة مفتوحة لكم كاتبنا المبدع في الختام.
الكاتب:
كل الشكر و الإمتنان و التقدير لجريدتكم المتواضعة جريدة " الجزائرية نيوز " في هاته الإلتفاتة التي ستخلف أثراً عظيماً في نفسي ، كنوع من الدعم المعنوي و هذا ما أحتاجه .. أتمنى من الطاقم الإكثار من مثل هكذا مبادرات ثقافية بالدرجة الأولى ، مبادرات تمسح الخوف من جذوره من على روح المبدع أينما كان في أي مجال ..
الجزائرية نيوز من البيّض.
ع/خ