-->
ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض - ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -
random

آخر المواضيع

random
random
جاري التحميل ...

محطة الصخور المنقوشة، ڨارة الخلوة




محطة الصخور المنقوشة، ڨارة الخلوة، منطقة الحسيّ، بلدية بوسمغون.


تقع محطة ڨارة الخلوة جنوب مدينة بوسمغون بحوالي 25 كلم، بالقرب من المكان المسمّى بالنّخيلة، وهي منطقة تتوفر على منابع هامة من المياه الصالحة للشرب، وعلى غطاء نباتي هام يتشكل أساسا من أشجار النخيل والبطم، الزبوج، والتيزغ، الحلفاء…الخ إضافة إلى بعض أنواع العشب الموسمي.


كان أول اكتشاف للمحطة من قبل الباحث يوسف إيليو، "J. Iliou" سنة 1980. حيث تلا هذا الاكتشاف دراسة للعالم الفرنسي "L. Allard-huard" سنة 1986م، بعدها دراسة للعالمة الجزائرية مليكة حشيد سنة 1992م، أما آخر الدراسات فكانت سنة 1997م من قبل الباحثين Capdérou Michel وSoleilhavoup François اللذين أجريا دراسة مقارنة بين هذه المحطة ومحطة واد درمل جنوب الجنين بورزق.


تضم منطقة الحسيّ أربع مواقع للصخور المنقوشة، موقعين يرجع تاريخهما لفجر التاريخ، وموقعين يعودان للعصر الحجري الحديث.


الموقع الأول:


يرجع لفترة فجر التاريخ -مرحلة الجمل- وهو يضم ملحمة كاملة تم إنجازها عبر تقنية النّحت الدّاخلي.. جِمال، فرسان على أحصنة، حيوانات وحشية، وكتابات ورموز ترجع إلى المرحلة الليبيكوبربرية.


الموقع الثاني:


يضم كتابات ورموز ليبية.


الموقع الثّالث:


يرجع إلى العصر الحجري الحديث (المرحلة الطبيعية الكبرى) يضم نقوش للفيل بالحجم الطّبيعي، والعديد من مشاهد البقريات.


الموقع الرابع:


وهو أهم المواقع في المنطقة، فإضافة إلى اثنين من الكباش نجد نقوش للفيل والماشية، ثعبان عملاق، وأدوات كانت مستعملة في حقبة ما قبل التاريخ، إضافة الى نقش لوحيد القرن بالحجم الطبيعي، والذي يعد حسب الخبراء والباحثين التّمثيل الأكثر جمالا لهذا الحيوان في جميع محطات الفن الصّخري لعصور ما قبل التاريخ .


أمّا أهم المشاهد التي أثارت انتباه الباحثينن، فهو مشهد المرأة ذات القوام الرشيق، والتي يتبعها كلاب متوجة بياقات عريضة في عنقها من فصيلة "السّلوقي"، وتحمل في يدها أداة على شكل لفافة موصولة بقلادة مضفرة بعنق الكبش، الأمر الذي يدل على تدجينه من قبل إنسان ذلك العصر ما منحه مكانة مقدسة لدى شعوب الأطلس الصحراوي في تلك الفترة كما يظهر في العديد من محطات الصخور المنقوشة مثل محطة كبش بوعلام بولاية البيض، محطة الحجرة المكتوبة بتيوت، ومحطة واد درمل بالجنيّن بورزڨ، وهو ما أشار إليه عالم الإنسان الفرنسي G. Camps سنة 1975.


يبلغ طول مشهد المرأة حوالي 2.20 متر، حيث تم نقشه على جدارية من الحجر الرملي (grès rouge) بخطوط عميقة غائرة ومنظمة بعناية، في اسجام فني يظهر تناسق جسد المرأة النحيف والأنيق في الوقت نفسه وكأنها امراة من العصر الحديث، مع إعطاء الرسم حركية في الجسم من خلال انحناءات الأرجل واليدين، كما يظهر على الخصر حزام عريض -ربما استعمل لشد نوع من الأسلحة أو الأدوات التي كانت مستعملة حينها- مع بروز تفاصيل بعض الملابس التي كانت ترتديها المرأة خاصة في الجزء العلوي من الجسد بواسطة خط عمودي مزدوج، وخلف الحزام إلى أسفل القدمين تظهر أجزاء طويلة وضيقة من هذه الملابس.


أما الرأس-الذي لم يعد يظهر من تفاصيله الكثير بسبب عوامل التآكل الطبيعية التي تعرضت لها الجدارية عبر مئات السنين- فيظهر بجبهة عريضة، وعينين كبيرتين، وأنف دقيق، وشعر طويل متموج يصل إلى الكتفين، حسب Michel Capdérou فإن هذا المشهد يعتبر الوحيد المعروف حتى الآن في الأطلس الذي يظهر هذا الشعر الطويل المتموج.






رغم الأهمية الكبيرة لهذه المحطة من النّاحية العلمية والأثرية، إلا أنها تبقى عرضة للتلف بفعل العوامل الطبيعية. إذ يمكن للزائر أن يلاحظ أثر الانهيارات التي خلفتها سيول الأمطار على الموقع، وكيف أثرت الرياح والزوابع الرملية على بنية الجدارية، لكن مع ذلك ولحسن الحظ لم تتعرض للتخريب من طرف الإنسان كونها تقع في مكان قصي يصعب الوصول إليه بسهولة.


أحمد عقون.


ديسمبر 2019.

عن الكاتب

المشرف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -