الشاعر المجاهد حميدي بونوة المدعو عبد الباسط، المولود سنة 1934م في استيتن ولاية البيض، وهو من الشنايف الأشراف الذين يقطنون في قرية مكثر أصلا.
بدأ تعلمه في قريته وهو يافع، ولما تنقلت أسرته إلى مدينة البيض القريبة من مسقط رأسه، واصل تعلمه للقرآن في حي "واد الفرّان" على يد الشيخ قاسمي الحاج محمد بن عبد القادر التاجروني، كما تلقى دروسا في العربية بمسجد النور الذي بناه صاحبه أساسا لهذه الغاية.
في هذه الفترة الباكرة تشكل في وجدانه وإدراكه أمران: من جهة، وعيه التام بالقضية الوطنية وكرهه للاستعمار الفرنسي البغيض نتيجة ما كان يعاني منه الشعب الجزائري عصرئذ من عنصرية وفقر وهيمنة احتلالية، وهذا ما قاده لا حقا إلى الجبل مجاهدا في صفوف الجيش التحرير الوطني. ومن جهة أخرى، حبه للشعر الملحون في صيغه الغزلية والصوفية والبطولية تأثرا بكبار الشعر الشعبي الجزائري من أمثال عبد الله بن كريو ومحمد بلخير وغيرها، وهذا ما فجر قريحته الإبداعية بعد اكتمال نضجه الفني.
التحق بصفوف الثورة التحريرية جنديا مع مجموعة من زملائه طلبة القرآن يوم 06 ماي 1957م ضمن الولاية 05/ المنطقة 03، وكان من قياداته المشاهير: الرائد سي موسى المدعو مراد، والرائد مولاي ابراهيم المدعو عبد الوهاب، والشهيد كركب قدور، والشهيد محبوبي الحاج عامر، وقد اشتغل مع بعضهم كاتبا خاصا، وظل ينشط جنديا مسلحا إلى أن ألقي عليه القبض. دخل السجن من 1959م إلى 1960م وبعده عاد إلى نشاطه الجهادي إلى غاية الاستقلال الوطني أين كلف بعدة مهام ذات طابع تنظيمي.
التحق بالتعليم في 1963م فعمل في القسم ثم الإدارة مع مواصلة نشاطه النضالي ضمن حزب جبهة التحرير الوطني وبلدية البيض والمنظمة الوطنية للمجاهدين، إلى أن تقاعد... وبعد التقاعد وجه جهده إلى النشاطات ذات الطابع الثقافي والتاريخي.
له حضور كبير على مستوى الشعر الشعبي، وبعض قصائده غناها أعلام الطرب الشعبي الصحراوي الجزائري أمثال: خليفي احمد ورابح درياسة والبار اعمر ومريم وفاء