أجمع ثلة ممن عايشوا المرحلة التي تولى فيها الراحل الوزير الأسبق للشؤون الدينية والأوقاف بوعلام باقي، في تصريحهم لـ”الحوار” على أن هذا الرجل يعد قطبا من أقطاب الأمة، وأحد مؤسسي العديد من مؤسسات الدولة الجزائرية، واستطاع الرجل بسياسته الرشيدة الجمع بين الكثير من الصفات، فهو العالم والفقيه، والسياسي والمفكر الذي أعاد التوازن للمجتمع الجزائري بأبعاده المختلفة.
- الدكتور بومدين بوزيد:
كان هادئا منصتا وغير جهوي ومحبا للعلم والوطن
تشبع الراحل بوعلام باقي، وزير الشؤون الدينية الأسبق، يقول الدكتور الباحث في الحضارة الإسلامية بومدين بوزيد، بفكر الامير عبد القادر الذي ارتبط عنده التصوف بالمقاومة والتحرير، ونهم من علم رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس، الذي كان يرى تحرير العقول وإصلاح الدين اولا، وهذه الرؤية الجامعة الموحدة التي لا تلغي الاختلاف والتنوع بشوفينية وطنية هي التي تربى فيها المرحوم بوعلام باقي، ونهل من إصلاح جمعية العلماء وقام بمهمات لصالح الجمعية ثم تشبع لفكرة الاستقلال من حزب الشعب الذي ناضل فيه قبل الثورة مستلهما روح مقاومة أولاد سيدي الشيخ ومتمثلا أشعار محمد بلخير في العزة والكرامة ونبل الجزائري الحر التي جمعها ابن بلده المثقف المجاهد بوعلام بالسايح، إن سي باقي -يقول بومدين- من عائلة ثورية ووطنية، وقد استشهد العديد من عائلته إبان الثورة الجزائرية.
كان آخر حلمه رحمه الله، يضيف المتحدث ذاته، إتمام إنجاز جامع عبد الحميد بن باديس بوهران، وهو المشروع الذي وضعه هواري بومدين رحمه الله، فحقق الله له ذلك حيث حضر تدشين مسجد ابن باديس الذي تزامن مع افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، لقد كان هادئا منصتا للآخرين ومزدوج الثقافة واللسان، ولم يدخل في محاكاة وصراعات، ولم يكن جهويا في الترقية والتوظيف، ومن حسن البشارة، كما حدثته بها في عرفة حج 2012، ان يوم تنصيبي كمدير للثقافة الاسلامية عثرت على ختمه الخاص حين كان وزيرا للأوقاف في الثمانينات.
رحم الله باقي بذكره وصالح أعماله، المجاهد الذي دافع عن علم بلده، ولعل التسمية فيها بركة ويمن وفال، ومن الوفاء ان يؤبن في مسجد ابن باديس بوهران وتحيا ذكراه.
- الشيخ جلول حجيمي:
باقي خدم وطنه قبل وبعد الاستقلال
عدد رئيس نقابة الأئمة الشيخ جلول حجيمي مناقب المرحوم بوعلام باقي وزير الشؤون الدينية الأسبق، حيث قال في شأنه إنه رجل إصلاح ورائد من رواد العلم والفكر والمعرفة، ومجاهد خدم الثورة الجزائرية، وساهم في بناء قواعد الدولة الجزائرية بعد الاستقلال بتقلده للعديد من المناصب فيها، كما كان الراحل يضيف حجيمي من الرعيل الأول الذي كان له الفضل في تأسيس الكثير من المؤسسات الجزائرية، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
- الشيخ علي عية:
بوعلام باقي ازدهرت في عهده وزارة الشؤون الدينية
نفس الرأي لمسناه عند إمام الجامع الكبير بالعاصمة الشيخ علي عية، الذي أكد أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال المرحلة التي كان فيها المرحوم بوعلام باقي على رأسها، سادت فيها الأخوة والمحبة بين الأئمة وبين عمال هذه المؤسسة الدينية، لقد استطاع الراحل باقي في عهده بناء جسور متينة، قوامها التضامن والتآخي والتعاون، وهدفه تحقيق الأمن والاستقرار للجزائر، كما كان الفقيد حافظا لكتاب الله وخادما لسنة المصطفى – عليه الصلاة والسلام-، وأضاف علي عية يقول: “الراحل كان أبا لحفظة القرآن الكريم، وكان عمل الخير من أولى أولوياته، أذكر أنه تبرع من ماله الخاص بمبلغ قدره 60 ألف دج للطلبة الذين كانوا يزاولون دراستهم في العلوم الشرعية بدار القرآن التي قمت بتأسيسها في عهده بالحراش، والتي تحولت الآن إلى دار الإمام، كما أشعر الأئمة بحنانه الأبوي وبخصاله الحميدة وأخلاقه الرفيعة، وقدرته على نشر ثقافة التسامح والوعي، عرف بصمته وكثرة أعامله وإخلاصه لدينه ولوطنه، كيف لا -يقول عية- وهو السياسي والعالم الجليل في العلوم الشرعية وأصول الفقه، نفع الله بعلمه الأمة، رحل الرجل وتبقى أعماله راسخة في سجل تاريخ الجزائر الحافل بأمثاله.
- الدكتور عبد الرزاق قسوم:
باقي كان رجلا قدر العلم والعلماء
من جهته، قال الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين، ما عسانى أن أقوله في شخص مثل فقيد الجزائر بوعلام باقي، الذي يصدق عليه قطب العلماء والصلحين، والفقهاء، رجل قضى حياته وهو يدعو إلى التسامح والإخاء، وكان مجاهدا وعضوا فاعلا في جمعية العلماء المسلمين، ويعد المجاهد بوعلام باقي عالما من طينة كبار العلماء في العالم العربي، وواصل الدكتور قسوم يقول في معرض حديثه: لقد ساهم باقي في بناء أسس الدولة الجزائرية، وقدس العلم ورفع من قدر طلبة العلم، مات باقي وعزاؤنا في ابنه شكيب باقي في حذو مسلك والده الراحل أسكنه الله فسيح جنانه.
نصيرة سيد علي