القصور التاريخية

إن الحديث عن القصور يدفعنا للتكلم عن تلك الحضارة القديمة التي عرفتها نواحي كثيرة من دول المغرب العربي ذلك أنها شكلت فيما مضى  الحضارة أو المدينة لأنها عرفت حياة الإستقرار ويرجع المؤرخون تاريخ بناء القصور إلى قرن أو قرنيين قبل الميلاد .

وتسمية القصور لا تعني مسكن الأمير أو الملك كما هو متداول عليه بل تعني حياة المدينة أو حياة الإستقرار .

يعود تاريخ بناء القصور المتواجدة بالناحية إلى أكثر من ستة قرون أو أكثر كقصر بوسمغون ، قصر بنت الخص ببريزينة .

طريقة البناء بالحجر والتلبيس بالطوب وكذلك السقوف بالعرعار والقصب أو جذع النخيل

نجد بالقصر : صور، مسجد ، زاوية ، ملحقة أو مدرسة قرآنية عين أو آبار لجلب الميا ه داخل القصر ، واحات ، حدائق وبساتين محاذية للقصور ومقابر وأضرحة .

ونظرا لطبيعة المنطقة فقد مارس السكان حرفتي الرعي والزراعة هذه الحرف التي ما زالت متداولة حتى  الآن على طريقة الأسلاف .

 القصور المتواجدة عبر تراب الولاية

تتوفر الولاية على تسعة قصور قديمة وهي :

قصر بوسمغون: يعود بناء هذا القصر العتيق إلى حوالي 17 قرن أو أكثر وهذا حسب المعلومات والتصريحات المأخوذة جد عن جد وهناك من يرجع بناء هذا الأخير إلى عهد النبي داود علي السلام وهذا ليس غريبا ما دامت هناك أشياء تدل على أقدميته كالقبور القديمة جدا و الأبراج المهدومة والمبعثرة هنا وهناك بجانب القصر وعلى مرتفعات الواد ومما يدل على أقدميته تقلده لعدة أسماء نذكر منها : واد الأصنام، واد الصفاح، قصر ولاد سليمان وفي عام 1388 سمي بقصر أبي سمغون نسبة إلى الولى الصالح  سيدي أبي سمغون الذي حل به. وكذالك سماه الوالي الصالح سيدأحمد التجاني بالقصر الأسعد عندما حل به سنة 1781م أما اليوم فهــو معروف بقصر بوسمغون .

ولهذا القصر شكل القلعة حيث تتجمع المساكن في الداخل في شكل تراكمي متماسك تحيط بها أسوار وله ثلاث أبواب كبيرة مصنوعة من خشب النخيل كانت تغلق عند غروب الشمس كل يوم إلى غاية طلوع فجر اليوم الموالي :

الباب الأول:هو الباب الرئيسي يدعى الباب القبلي وهو موجود بالجهة الشرقية للقصر.

الباب الثاني:هو الباب المطل مباشرة على الواد يدعى باب اتناسي موجود بالجهة الغربية للقصر.

الباب الثالث: هو باب ثانوي يدعى باب تمدلة تبون موجود بالجهة الجنوبية للقصر.

ـ فالزائر للقصر يلاحظ بأن القصر ذو هندسة معمارية رائعة متميزة تلائم الفصول الأربعة السنوية وهذا إن دل على شىء إنما يدل على عبقرية الأجداد .

المادة الأساسية لبناء القصر هي الطين وخشب النخيل وهذه المواد كلها محلية

للاشارة فأن سكان هذه المنطقة من البربر ولهم لهجة خاصة بهم.

بعض الكلمات بالأمازيغية ومعناها

تصبحت: تعني جميلة .

تنميرت : شكرا .

يليس أنوتنا : إبنت أختي .

يليس أنيوما : إبنت أخي .

أنت : شك

أنت : شم

نحن : نشنين .

 هو : نتا .

قصر الغاسول: هو قصر قديم بني فوق هضبة مرتفعة جدا بالنسبة لما حولها ويعود اختيار البناء إلى أسباب أمنية حيث أن القبائل كانت تعيش صراعا متواصل فيما بينها لذالك بني القصر في مكان مرتفع لمراقبة تحركات القبائل من كل الجهات، أما من ناحية العمرانية والهندسية فقد إعتمد السكان على أساليب رائعة في البناء تدل على العبقرية الخارقة في الهندسة المعمارية إذ بنيت المساكن في شكل دائري فوق بعضها البعض حتى تستفيد كلها من أشعة الشمس ومن ناحية أخرى نجد الأزقة قد رصت بالحجارة والأخشاب نظرا لشدة إنحدارها حتى لاتتأثر في حالة السيول كما أن

الأزقة كلها تؤدي إلى المسجد من الأسفل إلى الأعلى. إعتمد السكان أنا ذاك في تشييد المنازل على مواد محلية من الطين والحجارة والخشب المتوفر بالمنطقة وكانت تتبع في تحضير هذه المواد على طرق وأساليب  دقيقة حتى  لاتتأثر البنايات في حالة الأمطار والرياح وللحماية أكثر فقد أحيط القصر بصور كبير يؤمن الحماية للسكان  وأقيم له بابان أحدهما غربي والـأخر شرقي حيث لا يمكن الدخول إلا منهما .

بريزينة: واحة تقع في الجنوب الشرقي للولاية تبعد عن مقرها بحوالي 90كلم  وهي بلدة أسست في حوالي القرن 12إلى 13من طرف سيدى الحاج بحوص وهو أحد أولاد سيد الشيخ وكانت عنده فتات سوداء تدعى زينة أهدى إليها قطعة أرض وقال هذا بر زينة.  تداول هذا الإسم حتى أصبح بعد مرور الزمن يعرف ببريزينة .

يوجد ببريزينة قصر قديم لا يختلف من حيث تصميمه والمواد التي بني بها عن بقية قصور الجهة  وهو الأخر مشيد على مرتفع يشرف على واحات النخيل ووادى سقر أزقته ضيقة وبيوتته متراصة لا تتجاوز الطابق الواحد أعلى مبانيه «برج سيدي حمزة بن بوبكر»

الذي بناه في خمسنيات القرن العشرين حسب الهندسة العربية الإسلامية والقصر عبارة عن أطلال.

 قصر بنت الخص: يقع في أعلى قارة بنت الخص «نسبة إلى صاحبة القصر» ويبعد بمسافة 05 كلم عن قصر بريزينة شيدته أميرة هلالية من بني عامر في القرن السابع عشر ميلادي  مدت إلى

القارة ساقية جارية من ينابيع عين العمارة القريبة من المكان وإستقرت فيه مع أبنائها مدة من الزمن إلى أن هاجمها السلطان الأكل حاكم قصر أربوات طمعا في سبيها وأخذ أ موالها وبعد أن تخلصت من حصاره بفضل ذكائها غادرت المنطقة وهاجرت إلى نواحي تقرت والقصر عبارة عن أطلال .

قصر الكراكدة: الكراكدة قرية عتيقة بها قصران قديمان : - قصر مندثر ومردوم كان قد شيد على الضفة الشرقية للوادي الكبير بجوار قبة الواليين الصالحين  أولاد ضيف الله الذي قدم إلى القرية من المنطقة توات

- وقصر أحدث نشأة منه بني على الضفة الغربية للوادي على تلة مطلة على البساتين والوادي ولا تزال بعض أجزائه قائمة

قصر الشلالة الظهرانية: لقد بني هذا القصر حسب ماهو متداول في القرن التاسع للهجري وهو قريب من قصر بوسمغون حيث لا يفصل بينهما إلا مسافة 25 كلم .

قصر إستيتن: استيتن قرية قديمة شيدت ما قبل التاريخ الإسلامي على السفح الجنوبي لجبل اكسال تقع في الجنوب الشرقي لمقر الولاية تبعد عنها بمسافة 30 كلم والقصر مبني بمادتي الطوب والحجارة ومسقف بالخشب المزلج بالتراب .

قصر بوعلام: هو قصر حديث النشأة إذا ما قورن بالقصور السابقة .