سي قدور بن النعيمي المعروف بسي قدور المدرس هو أحد الوجوه الثقافية بمدينة البيض ولد سنة 1914 و نشأ فيها و تعلم بها حيث تلقى مبادئ القرآن و الكتابة ثم إنتقل الى الجزائر العاصمة حيث واصل دراسته و تحصل على الشهادة العليا سنة 1935 ثم نال شهادة الكفاءة لتعليم اللغة العربية . و عاد الى البيض و اشتغل مدرسا بمدرسة ابن باديس و كان يومها المدرس العربي الجزائري الوحيد ، تتلمذ على يده جيل من شباب المدينة نذكر منهم (بوعلام بالسايح و باقي بوعلام إضافة إلى الدكتور مزيان عبد المجيد و المرحوم أحمد مدغري)
و لما كان الرجل يحمل هموم وطنه من جراء غبن الإستعمار الفرنسي فلقد ضاقت فرنسا ذرعاً بما كان يبثه في جوف طلبته من حقد و كراهية للاستعمار و كانت حادثة ضربه لمتصرف إداري فرنسي بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس فنفي من مدينة البيض سنة 1949 و قد كانت وجهته مدينة تلمسان التي كانت آنذاك مركز إشعاع علمي بفضل نشاط جمعية علماء المسلمين و كانت تلمسان بالنسبة له مورداً علمياً واسعاً مما زاد من ملكته العلمية .
و في سنة 1958 عين كمدير للمعهد الفرنسي الإسلامي في تلمسان و بعد الاستقلال عين كأستاذ بثانوية لطفي و تقلد بعدها منصب مفتش أكاديمية بكــــل من تلمســـــان و سعيــــدة و بلعباس وهو المنصب الأخير الذي أحيل فيه على التقاعد وقبل مرضه كان يلقي بعض المحاضرات الثقافية في جامعة وهران .
2- وفـــــــاتـــــــه :
في يوم الأربعاء 03 جمادي الأولى الموافق ل27 سبتمبر 1995 نعت جريدة الجمهورية باحتشام نبأ وفاة الرجل وتم دفنه بمقبرة العين البيضاء بوهران ، هكذا كان يموت العظماء ولا يندثر منهم إلا العنصر الترابي لتبقى ذكراهم تحرك كل عقل حي وتنير الطريق إلى أفق مشرق لينهل على منواله كل من شدته الرغبة إلى طلب العلم وبلوغ المجد.