وقد ساند الجنرال اليهودي اللقيط يوسف فلانتيني زميله بوبريط -على ما بينهما من الكراهية- وكان الاثنان مسنودين بفرق المرتزقة والخونة من اللفيف الأجنبي، والصبائحية، والزواف، والخيالة، والقناصة...
.
وبعد استشهاد سليمان خلفه أخوه الأصغر محمد بن حمزة مدعوما بعمه الحاج سي الأعلى الشيخ المعروف بالدهاء والفروسية إذ ذاك، فقاد الاثنان معارك طاحنة ضدّ الفرنسيس الذين جندوا لهم أكثر من 5 جنرالات منهم اللقيط يوسف، ومارتمبري، ودوليني، وليبير، ولاباسيه...
في أكتوبر 1864 نسق الفرنسيون هجوماتهم مستعينين بالڨومية والمخازنية والمرتزقة ووقعت بينهم وبين محمد بن حمزة معارك أخرى حتى سقط جريحا تحت فرسه ونقل إلى فقيق بالمغرب، فلحقته قوات العدو واشتبكت مع جيشه...
ولأنّه "إذا طاب أصل المرء طابت فروعه" فإن نسل الشيخ حمزة لم ينجب بعد البطل سوى بطل مثله، فقد استلم القيادة أخ ثالث للشهيدين هو أحمد بن حمزة...
وإن كان المؤرخ الفرنسي لويس رين يقول عن محمد أنّه أكثر حقد على فرنسا من أخيه سليمان، فإنّه يقول عن أحمد أنه كان "يحمل حقدا وتعصبا أكبر ضد الفرنسيين" وقد كان شجاعا لا يهاب، وقاد جيش أولاد سيدي الشيخ وهو لم يجاوز 15 سنة*.
يقود ثورة لمدة 4 سنوات حتّى مات بالكوليرا سنة 1868 في تافيلالت
ولم تتوقف ثورة اولاد سيدي الشيخ بعد استشهاد أبناء الخليفة حمزة الأربعة (ابو بكر، سليمان، محمد، أحمد) بل استمرّت على يد ابنه الآخر قدّور بن حمزة وهو من أمّ غير أمّ الأربعة الأوائل السيدة رقيّة بنت الحرمة، وتوسعت لتبلغ بني سناسن ومغنية ومقورة بتأييد من قبائل أولاد نهار أشراف تلمسان...
والسيّدة رقيّة كانت وراء جميع الانتفاضات التي قام بها أبناؤها حيث كانت تهيّجهم للأخذ بثأر أبيهم الذي اغتالته فرنسا وهو في الإقامة الجبرية بوهران.
السيدة رقية بنت الحرمة يصفها لويس رين "بالروح الشريرة" في الحزب المعادي لفرنسا، وهي المغيب تاريخها وتاريخ أبنائها رغم أنّها مثل الخنساء زوجة شهيد وأم شهداء.
وقد استمرّت ثورة أولاد سيدي الشيخ 12 سنة على يدي أبناء الشيخ حمزة لتستأنف من جديد بقيادة الشيخ بوعمامة فيما بعد إلى غاية 1908...
وإن كانت السيدة رقية شبيهة الخنساء في الفداء فإن ابنها أحمد شبيه علي بن أبي طالب في السبق إلى الجهاد، وشتّان بين صبيّ الأمس القائد وكهل اليوم الراقد!
انهم احفاد الصحابة من نسل سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه...
- - - - -
المرجع: الحركة الوطنية الجزائرية ، ابو القاسم سعد الله.
هذا تاريخنا