الشيخ محمد بن عبد الكريم

شخصية جزائرية لم ينصفها التاريخ.

من علماء الجزائر غير المعروفين على المستوى الوطني ، محمد بن عبد الكريم ، ينتمي لمنطقة البيض من قبيلة أولاد سيدي عبد الكريم المحرة ، دخل الكتاتيب وعمره ستة سنوات ببني ونيف وفڨيڨ حيث تعلم مبادىء اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم ، ثم أنتقل إلى منطقة تلمسان ، سنة 1933 ألتحق بجامعة القرويين بالمغرب هناك تلقى العلم على يد كبار العلماء، أتقن اللغة العربية الأم واللغة الإسبانية تخرج من جامعة القرويين ، وسلمت له شهادة التخرج من طرف الملك محمد الخامس في 23 جمادي الأولى 1358ه لأنه كان من المتفوقين الأوائل بعد 10 سنوات قضاها بفاس عاد إلى مسقط رأسه بولاية البيص.

أراد أن ينشئ مدرسة حرة بمنطقة تازينة نواحي المحرة بالبيض لكن المستعمر وكعادته وقف ضد هذا المشروع بالطرق المختلفة من العراقيل وتأليب العامة واختلاق الخلافات ولما تيقن الشيخ رحمه الله من أن المستعمر يقف ضد تجسيد مشروعه.

دخل السجن بسبب هذه الواقعة وبسبب مناهضته الدائمة للسياسة الإستعمارية، ، وفي سجنه بمدينة معسكر ألتقى بعض الشخصيات التاريخية التي نذكر منهم المرحوم فرحات عباس والمرحوم يوسف بن خدة والأستاد عبد الرزاق الأسطنبولي ، وبعد خروجه من السجن لفترة خمس سنوات قضاها فيه التحق بمعهد الحياة التابع لجمعية العلماء المسلمين كمدرس ، ومن تلامذته الوزير السابق جلول ملايكة وإبن العلامة البشير الإبراهيمي الوزير السابق أحمد الطالب الإبراهيمي ومنهم وزراء كثيرون .

وبعد الإستقلال واصل جهاده بالكلمة والقلم ، بقى إماما بمسجد سيدي عدة بمدينة تيارت يدعو إلى الله بالكلمة والقلم إلى توفاه الله يوم 18 نوفمبر 1978، ودفن في مقبرة تيارت .

له عدة مخطوطات في التاريخ والنحو والصرف وعلم الإجتماع وغير ذالك لكن للأسف هذه المخطوطات لم تطبع ، وتخليدا لهذه الشخصية العلمية تم إطلاق اسمه على ثانوية توجد بمدينة تيارت فتحت في الثمانينات و مسجد ببلدية المحرة بولاية البيض

رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عما قدمه للإسلام والمسلمين

.....منقول