معهد "يماني" لتكنولوجيا المنشآت القاعدية
سمحت زيارة "المساء" لصالون التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال من اكتشاف معهد "يماني" للتكنولوجيات ببلدية زرالدة، وهو الوحيد على المستوى الوطني المتخصص في تكوين مهندسين مختصين في مجال الفحص اللا إتلافي وتفتيش المنشآت القاعدية والصناعية والمنشآت البتروكيميائية، والمتحصل على أفضل اسم تجاري من قبل جمعية "أوذر واي" الفرنسية من بين 47 شركة من 45 دولة عبر مختلف أنحاء العالم.
كما يعمل هؤلاء المهندسون المتخرجون على تفتيش وسائل النقل الضخمة، مثل الطائرة، الباخرة والقطار، فضلا عن تشخيص وصيانة السدود، ويعرف هذا المعهد الجزائري الذي يحمل اسم "يماني"، نسبة إلى الاسم العائلي لمديره في التكنولوجيات كونه يستعمل أحدث التقنيات التكنولوجية في عمليات الفحص وتشخيص العطب.
وفي هذا الخصوص، أشار السيد أحمد يماني المدير العام للمعهد، إلى أن تخصص الفحص لا يدرس في الجماعات بسبب تفرعه إلى عدة مجالات أخرى، لذا يستدعي معهدا كاملا ومتخصصا لجمع مختلف تلك الفروع، زيادة على أنه تخصص دقيق يستعمل أحدث التكنولوجيات، وفق استراتجية محددة، فالفاحص أو المفتش، يضيف المتحدث، لابد أن تكون لديه دراية حول 5 أو 6 تخصصات في الهندسة، مثل الهندسة المدنية، الكهرباء، الإلكترونيك والفيزياء..
ويوضح مدير المعهد أن هذا المفتش بمثابة طبيب المنشأة الصناعية، مثلها مثل الإنسان، فبعدما يتقدم الفرد في السن، يعاني من بعض التراجع الصحي، وهو ما يصيب الآلة أو المنشأة بعد مدة محددة من الزمن، وهنا يأتي دور الفاحص لكشف وتحديد الخلل أو العطب الذي تعاني منه، كما أن المفتش بعد فحصه يكون سيد القرار لوقف أو اتخاذ أي إجراء وقائي في منع المنشأة من العمل، مثلا، أو مواصلة عملها إلى حين، كما له الصلاحية في وقف طائرة، مثلا، رئاسية إذا كانت تعاني خللا.
ويتم هذا الفحص بالتحديد على مستويات معينة تتمثل في خزانات الوقود، الماء والأنابيب الحديدية، حاويات الغازو خرسانة السدود، إلى جانب مختلف المواد الملحمة، وهي الأجزاء التي تكون عرضة للصدأ أو التآكل بسبب العوامل البيئية الخارجية، مما يجعلها غير قادرة على العمل بشكل جيد وسليم، وهو الأمر الذي يهددها بحدوث انفجارات ومشاكل خطيرة تهدد المنشأة عامة. وهدف المفتش هو العمل على تفادي تلك الحوادث الكارثية، وتأمين سلامة التشغيل وتقليص الخسائر المادية والبشرية...
ومن أهم التهديدات التي قد تواجه المنشأة؛ الصدأ، ووصفه المتحدث بمرض السرطان، لأنه إذا لم يتم علاجه سوف ينقل العدوى إلى مختلف الأجزاء، ليلحق الضرر بكل جزء منها.
وتتمثل أهم التكنولوجيات المستعملة لتحديد مدى قدرة عمل منشأة قاعدية، حسب السيد يماني، في توظيف تكنولوجية الأمواج فوق الصوتية، الأشعة السينية، التردد المغناطيسي والليزر. ومن برنامج المعهد مستقبلا إدخال تكنولوجية التلحيم، ومن خصوصياته أنه يتم على المعادن النبيلة، مثل التيتانيوم بسمك خفيف.
ومن أهم القطاعات التي توظف هذا النوع من المهندسين؛ المنشآت القاعدية البتروكيماوية في جنوب البلاد. يعمل هذا المعهد بشراكة مع معاهد عالمية، أهمها المعهد الأمريكي البترولي "أبي أي" ذو كفاءة عالية عالمية متخصص في البتروكيمياء، له المرجعية في مختلف الدراسات المخصصة في المجال، إلى جانب "تي دبليو أي" البريطاني خاص بالتلحيم بكامبردج، إلى جانب "أي أس أن تي" الجمعية الأمريكية للفحص في مجال الغاز.
ورغم نشأة المعهد الحديثة، إلا أنه نجح وفي فترة وجيزة في تكوين أكثر من 100 مهندس مختص مطابق لمقاييس عالمية ومصدق من طرف جمعيات هندسية ومعاهد إنجليزية وأمريكية سالفة الذكر.
والجدير بالذكر أن المعهد حاز 6 جوائز عالمية، أهمها جائزة أحسن معهد في العلوم، سلمت له من طرف لجنة "سقراط" في أكسفورد سنة 2014. كما حاز جائزة "شركة الهام"، وميدالية الاسم في العلوم، تحصل عليها مدير المعهد لأنه أستاذ سابق في العلوم. كما افتك جائزة "بلاتنوم للجودة" في ألمانيا، إلى جانب ذلك، نال المدير جائزة "التاج الذهبي العالمي للجودة" بلندن من طرف المنظمة العالمية لاتجاهات مبادرة الأعمال سنة 2012، اعترافا وتقديرا للجهود التي يقوم بها المعهد في تكوين الإطارات ونشر ثقافة التكوين المتواصل في فئة عريضة من المجتمع الجزائري، حيث يتراوح سن المتربصين بين 24 إلى 64 سنة.
جريدة المساء
