الواقع السياسي للبيض قبل الثورة
إن الوضع السياسي بالمنطقة جري فيل( نسبة إلى الكولونيل جيري الذي أنشأ بها أول مركز عسكري سنة 1852) قبل انفجار الثورة التحريرية لم يكن منفصلا عن الوضع العام بالجزائر. خاصة بعد مجازر 08 ماي 1945 تبلورت الفكرة الثورية لدى الجماهير التي تبنتها عدة حركات وأحزاب سياسية خاصة حزب الشعب و حزب أحباب البيان و جمعية العلماء المسلمين، و قد حضي حزب الشعب بقاعدة شعبية كبيرة لإيمانهم بمبدأ الثورة و الجهاد. أصبحت هذه الأحزاب تنشط في المنطقة إلى أن أجريت انتخابات 1947 وترشح لحزب الشعب باقي بوعلام و حزب البيان ترشح الخلادي أما الاتجاه الموالي لفرنسا فرشح حمزة بن بوبكروقد فاز حزب الشعب بالأغلبية الساحقة رغم التدخلات الاستعمارية الاستفزازية. أعطى هذا الانتصار دفعا قويا لمواصلة النضال رغم أن المنطقة كانت تحت الحكم العسكري ومن البلديات المختلطة.
تحضير الثورة بالمنطقة
بدأت المنطقة بالعمل المنظم و الدخول في المرحلة الحاسمة خاصة منذ سنة 1952 بالاتصال السري مع الجهات المعنية بالمنظمة الخاصة و قد اقتصر هدا النشاط على الشهيد مولاي محمد و بعض أقاربه و أصدقائه مثل: الحاج محمد حميتو و الحاج محمد عتيق (الكردان) و مولاي إبراهيم وهم أعضاء الخلية السرية الأولى.
بعد اندلاع الثورة التحريرية بدأت عملية جمع الأسلحة و قد كلف بدلك مولاي إبراهيم عن طريق تجار من الشعانبة بمتليلي خاصة محمد بوغيث ومحمد الروان
و غيرهم اهتموا بعملية النقل و التخزين في المراكز أما مهمة التموين فقد اهتم بها يوسفي بوشريط و مولاي بوعمامة و ذلك لدراية بوشريط بطبيعة المنطقة والأماكن السرية والمخابئ حيث كانت تجمع بها الأدوية ،الألبسة الأغذية.
بعد انطلاقة الثورة المسلحة عبر كامل التراب الوطني كانت منطقة البيض من بين المناطق التي احتضنتها بصفة تلقائية معتمدة على الإمكانيات الذاتية (البشرية والمادية) فتضافرت جهود الجميع وتوحدت صفوف مجاهدي المنطقة على كلمة واحدة النصر أو الاستشهاد وكانت البيض في هذه الـفترة تعد مع منطـقة الأبيض سيد الشيخ القـسم الخـامس عشر(15)ومنطقة أفلو القسم رقم ستة عشر (16) منطقة المشرية وعين الصفراء القسم رقم أربعة عشر (14) ومنطقة بشار القسم الثالث عشر (13) .
وظل هذا التنظيم أو التقسيم الحربي ساري المفعول إلى أن جاءت قرارات مؤتمر الصومام (1956) حيث طرأ على القطاع الوهراني تغييرا وتنظيما جديدين وأصبح يحمل إسم الولاية الخامسة وهذا حتى سنة 1958 وبمقتضى هذا التنظيم تم استحداث المنطقة الثالثة وهي البيض وتظم النواحي التالية:
الناحية الأولى :بوسمغون –الشلالة.
الناحية الثانية:الأبيض سيد الشيخ –عين العراك-الغاسول-بريزينة.
الناحية الثالثة:توسمولين-بوقطب الكاف الأحمر-الرقاصة-الشقيق –استيتن –بوعلام.
الناحية الرابعة :أفلو التي استحدثت خريف 1958.
وبعد 1960ألحقت المشرية وعين الصفراء بالمنطقة الثالثة.
أما القسم الخاص ( البيض المدينة )ويضم الذراع الأحمر-الخناق – الحوض –مكثر ومريرس.
صورة تذكارية لفوج من مجاهدي المنطقة