-->
ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض - ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -
random

آخر المواضيع

random
random
جاري التحميل ...

كمين الخطيفة بلدية الغيشة




في الذكرى الثانية والستين لكمين الخطيفة بلدية الغيشة وقتها (02 أكتوبر 1956)
من مذكرات أحد أبطال العملية نوري الحاج البشير
.....بعد الظهر، حوالي الثانية، مرت ثلاث شاحنات بها السائقون فقط، عرفوا أنها متجهة لإحضار الجنود بعد إنهاء عملية التمشيط، اتفقوا على أن يهاجموهم عند العودة، عليهم أن يبيدوهم جميعا، وألا يتركوا من يوصل الخبر، عادت الشاحنات محملة بالجنود بعد أكثر من ساعة..
أعطيت الأوامر: تبدأ العملية عندما تصير العربة الأخيرة أمام شيبوب. يقتل السائقون أولا لضمان توقفها الحتمي، انطلقت النيران مع التكبير والأهازيج، ( يذكر أن الشيخ محمد كان يغني"خيرة اڨْبال خيرة والصح ايْبان"). لعب عنصر المفاجأة دوره الأساسي، لم يمهلوا العدو حتى للتصويب، كان بالشاحنة الأخيرة شابان موقوفان، (ڨندوزي محمد والمرحوم نڨازمحمد)، طلب منهما لعماري، تجريد القتلى من أسلحتم وأحزمتهم، ولكن كان تحتها أحياء، أطلق أحدهم عيارا من مسدسه، اخترقت الرصاصة فك ڨندوزي الأسفل، (الصورة)، وحطمت ضرسا من الفك الأعلى في الجهة الأخرى، أخبر رفيقه لعماري أن تحت الحافلة أحياء، أمر لعماري بالهجوم، هناك قتل أحدهم الشهيد الشريف، بعد أن انطلق للهجوم ( دفنه في عين المكان الشهيد برحو برحو وقت الهجوم والملاحقة، قبره واضح بالصورة).
على بعد حوالي 500متر كان شيخ يرعى غنمه بجوار خيمته، جاء للعماري يجري بعد أن سكت البارود وسأله:" يا ناس واش بيناتكم، اعلاه تديرو لبعضكم كيهاك؟" أجابه لعماري: "هم ركبوا في الكاميونات، و رفضوا أن يحملونا". كان يعتقد أنهم عساكر متخاصمون. ولكن سرعان ما عرف أن هؤلاء مجاهدون، والآخرون كفار. انطلق لخيمته القريبة، وطلب من النساء إطلاق الزغاريد، غنم البشير رشاش مات 49، كان بيد رقيب أول، وآلة تصوير.
أبطأت الشاحنات فأرسلت سيارة جيب من تاويالة، لما أطلت توقفت ونزل سائقها ينظر لدخان الشاحنات المحترقة، رفع يديه مستسلما، فأطلق عليه النار من كان بقمة المرتفع، ولما عرف أنه بعيد عن مدى الرصاص أدار الجيب، وعاد بسرعة، كان الرفاق قد حملوا غنائمهم: 35 قطعة سلاح، ثلاثة أجهزة اتصال منها واحد يحمل على الظهر، خمسة أسرى، منهم ضابطا صف جريحان(عريف ورقيب).
لما انطلق المختبئون تحت الشاحنة محاولين الفرار كانوا يلتفتون بحركة رياضية، ويطلقون النار، ومن نجا منهم من الموت استسلم، قال الشهيد بن يوسف أحمد لرفيقه البشير: لقد أصبت أحدهم بين العينين، فسخر منه: هذا الكذب...، ولما وصلوا إليه، وجدوا ثقبا صغيرا في الجبهة وفتحة واسعة في مؤخرة الرأس.
كانت الشاحنة الأولى سليمة، أدارها الشهيد الخمار لاستعمالها، ولما وصل للعماري طلب منه أن يوصلها للأخريين لتحترق. 
توارى المجاهدون عن الأنظار و سمعوا إطلاق نيران كثيفة نحو مكانهم، وجد الفرنسيون الشيخ راعي الغنم (كرني محمد) بمكان العملية فقتلوه، (وهو أول شهيد من ناحية أفلو) ومن الشاحنة الأولى استطاع جندي جريح أن يفلت وينسحب بعيدا، وجده أحد السكان فأركبه حمارا وأوصله للمركز، وبعد يومين أعدم المواطن (وهو أول عميل يعدم بالجهة. خسائر جيش التحرير : استشهاد المغربي الشريف، وإصابة مالكي أحمد برصاصة في الفخذ، واتضح أنه أصيب بطلق من رفاقه، كما جرح الأسير ڨندوزي محمد.
مروا بخيمة المناضل ڨاباني، وجدوا القهوة تنتظرهم، و الرغيف، ( لم يتناول الجنود طعاما منذ عشائهم البارحة بنفس الخيمة)، يعطى الجندي فنجانا، وقطعة الخبز يبتلعهما الواحد ماشيا وبسرعة ويترك الفنجان، كانوا قد تركوا عنده بغلا، حملوا عليه الجرحى الثلاثة، وانطلقوا، لم يتسع المكان للثلاثة، أنزلوا الرقيب الجريح، واوهموه ورفاقه أنهم على مقربة من مستشفى، رافقه شخص أو أكثر وأجهزوا عليه، وحتى لا يتعب البغل أنزلوا العريف، وكان جرحه أخف، موهمين البقية أنهم يسعفونه، وألحقوه بصاحبه….. صفحة 89 من كتاب مذكرات ثائر بتصرف. عبد القادر عشراتي

عن الكاتب

المشرف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

ولاية البيض - كل ما هو جميل عن ولاية البيض -