أصل التسمية :
منطقة ستيتن او استيتن ولا يعرف أصل التسمية مثل كثير من المناطق او المدن الجزائرية، والراجح ان التسمية بربرية قديمة وهي أرض الحجارة نظرا لموقعها اسفل جبلين، ولا علاقة للتسمية بالمدينة الالمانية او البولندية(1).ذلك ان الألمان لم يعرفوا المنطقة حتى اثناء الحرب العالمية الاولى او الثانية ،ذكر صاحب " الأفعول " (2) ان حرف النون في اواخر الكلمات هي اداة للتعريف في اللغة الحميرية ذات الصلة الوثيقة بالبربرية واستمرت في استعمالها بعد هجرتها من اليمن
يذكر ابن خلدون بنو يستيتن.(3) قائلا" ويَعُدّ البرابرة من كتامة: بني يستيتن وهشتيوة ومصالة وبني قنسيلة إهـ غير ان بنو يستيتن ومصالة (مزالة)، فمواطنُهُم اليوم بِهِضاب تِدلّس، في القبائل الكُبرى، ويضيف ابن خلدون: وبالمغرب الأقصى منهم قبيلة من بني يستيتن بجبل قبلة جبل يزناسن،
ويذكر الحسن الوزّان ‘’ليون الأفريقي’’ (4) جبل بني يستيتن، الذي في ناحية بني يزناسن، فقال: يخضع هذا الجبل لِحُكم أمير دبدو" الى ان يصف طبيعة السكان ونمط عيشهم وجبلهم الذي ينتج التمر........هذه المواصفات لا تنطبق ولا تتشابه مع اهل ستيتن ومنطقتهم الاكثر برودة وذكاءهم الحاد.
لاحظ ان المؤرخ يذكر قبيلة في شمال الجزائر وجبل في المغرب ولا علاقة بين الاثنين
تبعد مغراوة عن قصر ستيتن العتيق بحوالي ثلاث (03) كيلو مترات يفصل بينهما واد كبير يمتد على حوالي عشر (10) كيلو مترات تنتشر حوله بساتين واشجار الفواكه وحدائق تسمى عندهم" لبحاير" مصدر رزقهم ، حيث تعتبر الزراعة عند الأهالي الاقتصاد الرئيسي، بينما تعتبر تربية المواشي نشاط ثانوي، والى اليوم لا يعرفون هذه المهنة حيث يرعى قطعانهم اناس من خارج قبيلتهم كما لا يعرفون الترحال، توجد بمغراوة أثار ومقبرة تعود الى ما قبل الاسلام نظرا لطريقة الدفن بوضع كوم من الحجر فوق القبر وعدم استقبال القبلة وعدم وجود "الشواهد" الموجودة في مقابر المسلمين، وكذا المناطق المحيطة بأعلى الجبل مثل عين يعقوب وبن خيار ،وتسمية مغــــراوة كانت منتشرة بشمال افريقيا تعود ال بني مغراوة وهي إحدى بطون قبيلة زناتة الأمازيغية التي تولت الحكم من الأوراس حتى المحيط الأطلسي، بين 986 -1070 م. وقبيلة مغراوة كانت من أول القبائل الامازيغية اعتناقاً للإسلام على يد الفاتح العربي عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري خلال نزوله بتهارت قادما من الزاب الى طنجة اثناء الفتوحات الثانية.سنة 36 للهجرة
كلمة أهل كاسم لها أكثر من 20 مدلول لغوي
اهل الدَّار : سكَّانُها " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا " اهل الكهف : أصحابه، أهْلُ الوَبَرِ : أيْ سُكَّانُ الخِيَامِ ،أهْلُ الْمَدَرِ أوِ الحَضَرِ: سُكَّانُ الحَاضِرَةِ، مَكَانٌ آهِلٌ " الْمَدِينَةُ آهِلَةً بالسُّكَّانِ " : أيْ مَلِيئَةً .
سكان ستيتن: لم يكن يطلق على سكانها كلمة ''عرش" الا خلال فترة المستعمر الفرنسي وتحديد الفروع الحالة المدنية وتبني الالقاب سنة 1939 وتم ضبط 08 فروع : بني زروال، هوارين، نكاكعة، نخاختة، مناصير،مهيدات،اولاد احمد، شنايف.
تسمية بْنِي اذا ما اخذت كقاعدة في علم الأصول على حد قول المؤرخ الجزائري العالم عبدالرحمن الجيلالي تقول أن أية قبيلة تبدأ ببني فهم أمازيغ مثل بني زروال وهي موجودة في كثير من المدن الجزائرية كمستغانم، الشلف ، غليزان والشرق الجزائري و المغرب الاقصى. ...........,لم أفلح في تحديد هذه "القاعدة في علم الأصول" فكلمة" بني او بنو" تخضع لمنطق الصرف، والا كيف تكيف هذه "القاعدة " على قبائل عربية قحة بني او بنو هلال بنو سُليم......
الموقع الجغرافي :
استيتن هي احدى بلديات ولاية البيض ال22 تقع في الشمال الشرقي للولاية تحدها بلدية الشقيق شمالا . تحدها شرقا وجنوب شرق بلدية سيدي عمر. جنوبا تحدها بلدية الغاسول وغربا ولاية البيض . تبعد حوالي 30 كلم عن الولاية .
القصر العتيق:
يعود بناءه الى عصر الاسلام نظرا للنمط المعماري واستعمال المواد المحلية من الحجارة وجذوع الاشجار للسقف من الطين ممزوجا بالتبن، حيث لا توجد ساحة ومسجد يتوسطان القصر مثل باقي قصور المنطقة الذين يتكلمون الامازيغية او الذين لا يتكلمونها الشلالة ،بوسمغون، اربوات ،الغاسول، وبريزينة...... المسجد العتيق يوجد على طرف القصر يعود تاريخ بناؤه حسب التقديرات الى اكثر من اربعة قرون لازال قائما الى اليوم وله مأذنة واحدة بني فوق مجرى مائي يسمى عند أهل ستيتن بالفقارة تنبع من جبل كسال تستعمل للوضوء، كما يوجد المسجد الثاني على الطرف الاخر النقيض للقصر ويعود تاريخ بناءه الى اربعينات القرن الماضي ومدرسة قرآنية ملحقة بالمسجد، وللقصر ثلاثة ابواب رئيسية وبه اكثر من مائة مسكن محاط بمقابر اسلامية. وتعرض للتخريب ثورة اولاد سيد الشيخ الاولى 1864 بعد مقتل العقيد الفرنسي بوبراتر وخلال ثورة التحرير المجيدة تعرض للدمار .
(2) كتاب الافعول للقاضي اسماعيل الاكوع
(3) كتاب العبر، وديوان المبتداء والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر المجلد السادس. من تاريخ ابن خلدون
(4) كتاب وصف افريقيا للحسن الوزّان المعروف بليون الأفريقي الجزء الثاني
منقول عن بحث للسيد قطاف أمحمد عن صفحة أهل إستيتن ( فيسبوك )